telbana4all
السلام عليكم ورحمة الله
اهلا ومرحبا بك فى منتدى تلبانة للجميع
اذا كنت مشتركا بالمنتدى الرجاء ادخال بياناتك
والتعريف عن نفسك
اما اذا كنت زائرا فندعوك للأنضمام الى اسرة منتدانا

(ادارة المنتدى)


telbana4all
السلام عليكم ورحمة الله
اهلا ومرحبا بك فى منتدى تلبانة للجميع
اذا كنت مشتركا بالمنتدى الرجاء ادخال بياناتك
والتعريف عن نفسك
اما اذا كنت زائرا فندعوك للأنضمام الى اسرة منتدانا

(ادارة المنتدى)


telbana4all
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

telbana4all


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورتلبانه للجميع على الفيس بوكالتسجيلدخول

 

 مقالة أعجبتنى

اذهب الى الأسفل 
+2
محمد سليمان
د.مصطفى السعيد
6 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
د.مصطفى السعيد
شخصيات عامة
شخصيات عامة
د.مصطفى السعيد


تاريخ التسجيل : 14/03/2011
عدد المساهمات : 67
الجنس : ذكر
التقييم : 4
العمر : 57

مقالة أعجبتنى Empty
مُساهمةموضوع: مقالة أعجبتنى   مقالة أعجبتنى I_icon_minitimeالثلاثاء مارس 22, 2011 11:59 pm

الإسلام والديمقراطية

جمال سلطان | 23-03-2011 02:28

حالة التجاذب السياسي التي أفرزتها ثورة 25 يناير أحدثت تحولات مثيرة للغاية
في مواقف القوى السياسية والتيارات الفكرية من قضايا كثيرة ، وصلت إلى حد تبادل المقاعد والأدوار والأفكار أيضا ، فبينما كنا نعاني قبل سنوات من الخصومة التي يفترضها إسلاميون مع الديمقراطية ،
وتأكيد قطاعات منهم بأنه لا ديمقراطية في الإسلام ولا إسلام في الديمقراطية ، أصبحنا الآن ـ بعد الثورة ـ وقد اتسعت مدارك الإسلاميين على اختلاف أطيافهم للمشاركة السياسية المنفتحة والقبول بالخلاف والعراك الديمقراطي ، بينما وجدنا على الطرف الآخر أن قطاعا واسعا من الليبراليين واليساريين وفلول إعلام الحزب الوطني يتقمصون أدوار الرفض الحاسم لإقحام الإسلام في الديمقراطية أو الديمقراطية في الإسلام ، رغم أن هذا هو نفس الموقف "المتطرف" الذي كانوا يشنعون به على الإسلاميين من قبل ويتهمونهم بأنهم يضعون الإسلام كنقيض للديمقراطية .

عندما يوجه كتاب ومثقفون خطابهم إلى شعب متدين ، يمثل المسلمون 94% من سكانه ، ويقولون له عليك أن تلقي دينك وإسلامك وراء ظهرك إذا أردت أن تشتغل في العمل العام أو أن يكون لك مشاركة سياسية ، فإنك بذلك تمارس أسوأ دعاية للمسار الديمقراطي ، وتفتح الطريق أمام أي قوى هامشية لاختطاف مسارات العمل العام في مصر ، والدخول في صراع اجتماعي وثقافي وإعلامي وسياسي مفتوح مع الغالبية الكاسحة من المجتمع ، وسوف ينتهي بك هذا المسار حتما إلى التحالف مع أي مشروع ديكتاتوري أو القبول بإدارة استثنائية أو عسكرية لشؤون الدولة تحتمي بها من حصار الشعب لك ، وتستطيع أن تعشش في ظلها مثل هذه القوى الهامشية لتكمل دور الجلاد للوطن وأهله ، وباختصار فإن مثل هذا التحريض السافر على الدين والإسلام في مصر واتهامه بأن عبء على الديمقراطية وأنه خطر على التعددية ، يمثل دعوة مبطنة لاستعادة المنظومة الديكتاتورية .

والحقيقة أنه لا تخلو منظومة سياسية في الشرق أو الغرب ، بما في ذلك الديمقراطية الأمريكية أو البريطانية من قيادات حزبية أو سياسية رفيعة تحاول أن تقدم نفسها لمواطنيها في صورة المتدين الورع والمحب للدين وأهله والحريص على القرب من الله ، مواقف وتصريحات وسلوكيات ، أكثرها نفاق ، لكن المهم أن جوهرها هو الإدراك بأن الدين أحد الطرق القريبة من قلوب الناس وأنك لا تستطيع أن يكون لك أي حضور سياسي محترم أو مؤثر وأنت تعادي تلك المشاعر الفطرية عند الناس ، لذلك يلجأون إليها ولو تصنعا ونفاقا ، هذا في الغرب الذي يخف فيه إلى حد كبير ارتباط المجتمع المباشر بالدين والتدين ، فكيف في المجتمع العربي والشرقي المسلم الذي يمثل التدين سمته الأساسية والظاهرة والحميمية ، كيف يمكنك أن تخاطب مجتمعا بهذا الشكل وأنت تمارس الإقصاء والتهميش والإهانة لدين الناس وتقول لهم : القوا بالدين وراء ظهوركم إذا أردتم أن يكون لكم سياسة .

من المفهوم أن تقوم الحركات السياسية على أساس احترام المواطنة والمساواة وأن لا يقوم العمل السياسي على أساس التمييز الديني والعرقي ، ولكن هذا شيء ، والدعوة إلى تهميش الدين وإلقائه وراء ظهرك كشرط للعمل العام شيء آخر ، لقد استمعت إلى أحد الكتاب وهو يهذي بكلام سخيف في قناة فضائية احتجاجا على أن رئيس اللجنة القضائية التي أعلنت نتيجة الاستفتاء بدأ حديثه بالبسملة ، وختمها بدعاء ديني !! ، هذا هوس وضرب من الجنون ، ويعني أن بعض المهمشين سياسيا يتصورون أنهم يعيشون في مجتمع ملحد أو مجتمع الجاهلية قبل الإسلام ، تم فيه ضبط بعض "أتباع محمد" يتلون آيات القرآن في المحافل العامة !.

في أي مجتمع في الشرق أو الغرب سترى وتجد بعض السلوكيات التي تعبر عن تشدد ديني غير مقبول ، ويصل أحيانا إلى حد السفه والجنون ، مثل هذا القس الأمريكي الذي أحرق نسخا من القرآن في احتفالية عامة ، رغم وجود عشرة ملايين "مواطن" أمريكي مسلم مؤمن بالقرآن ، ولا يقول أحد هناك أن الدنيا قامت ولم تقعد وأن الديمقراطية أصبحت في خطر في أمريكا ، ولذلك فمحاولة تصيد موقف لخطيب مسجد أو داعية تحدث فيه بطريقة احتفالية وغير ملائمة عن نتائج الاستفتاء ، واشتغال البعض على ذلك الموقف لتصوير مصر بأنها في خطر طائفي ومناشدات للمجلس الأعلى للقوات المسلحة بإصدار القوانين القمعية والمخيفة لردع كذا وكذا ، كل ذلك محاولات مفضوحة ومكشوفة لاستكمال عملية التنكيل بالشعب المصري وتسفيهه وتصوير الاستفتاء على أنه كان بمؤثرات دينية .

والحقيقة التي لا بد من مصارحة أنفسنا بها ، أن الخطأ الفادح الذي وقعت فيه الكنيسة المصرية بإعلانها رسميا الاحتشاد ضد التعديلات الدستورية وقيام القساوسة والكهنة بحشد الطوابير المثيرة من الأقباط والراهبات والكهنة أمام اللجان تسبب في رد فعل ساخط جدا من قطاع من المسلمين ، وبالتالي كان من الطبيعي أن يبتهج هذا القطاع من النتيجة بصورة استثنائية ، باعتبار أن "الكنيسة" فشلت في توجيه بوصلة التصويت برفض التعديلات ، وأتمنى أن يكون هذا الدرس البليغ حاضرا في المستقبل عندما تكون القيادة الكنسية في مواجهة أي استحقاقات وطنية حساسة .

almesryoongamal@gmail.com
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد سليمان
مشرف الركن الأدبى
مشرف الركن الأدبى



تاريخ التسجيل : 07/03/2011
عدد المساهمات : 1251
التقييم : 25
الأوسمة : : مقالة أعجبتنى Empty

مقالة أعجبتنى Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقالة أعجبتنى   مقالة أعجبتنى I_icon_minitimeالأربعاء مارس 23, 2011 12:45 am

شكرا على تلك الوجبة الدسمة .... ولكن
ارى ان فقه الواقع كان يقتضي غير هذا الخطاب في مثل تلك اللحظة لان التعامل في وسط عالمي وظرف اقليمي ومحلي مثل الذي نعيشه يجب ان يكون مختلفا .
وليس معنى ذلك السماح بالانتقاص من الدين فمن يفعل ذلك هم فئة حاقدة تعرف حجمها الطبيعي وتحاول ما لن تطاوله باذن الله.
كناطح صخرة يوما ليوهنها .... فلم يضرها واوهى قرنه الوعل.
وليس ذلك بدعا فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعالج هذا الواقع فصالح وعاهد وحالف .وحارب حين اقتضت الظروف ذلك .
تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ديموقراطية
وسام االإشراف
وسام االإشراف
ديموقراطية


الموقع مش هتفرق
تاريخ التسجيل : 07/03/2011
عدد المساهمات : 2228
الجنس : انثى
التقييم : 12
العمر : 45
الأوسمة : : مقالة أعجبتنى Empty

مقالة أعجبتنى Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقالة أعجبتنى   مقالة أعجبتنى I_icon_minitimeالأربعاء مارس 23, 2011 9:34 am


هذا لأن ديموقراطيتهم مزيفة
ديموقراطية مشروطة بإقصاء فصيل بعينه
ديموقراطية تنفذ رؤاهم فقط
أما وإن صبت في عكس اتجاههم فهي تعبئة من متستغل لشعب جاهل !!
وكما قلنا سابقا .. لن ندع هؤلاء يتحكمون بنا وباختياراتنا
فأعتقد أن تلك فرصتنا للحفاظ على حقوقنا وإلا فلا نلومن إلا أنفسنا
ولكن يجب علينا ونحن نحافظ على حريتنا وحقنا في التعبير عن آرائنا
ألا نقصي أحدا مهما كان السبب فبهذا فقط يمكننا أن نصبح شعبا ديموقراطيا حقا

وشكرا جزيلا يا "دكتور/مصطفى" على المقال
مقالة أعجبتنى 1706089044
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مصعب الخير
مشرف قسم انتخابات مصر الثورة
مشرف قسم انتخابات مصر الثورة
مصعب الخير


تاريخ التسجيل : 07/03/2011
عدد المساهمات : 3089
الجنس : ذكر
التقييم : 12
العمر : 37
الأوسمة : : مقالة أعجبتنى Empty

مقالة أعجبتنى Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقالة أعجبتنى   مقالة أعجبتنى I_icon_minitimeالأربعاء مارس 23, 2011 10:31 am

ليس بغريب أن يكونوا هكذا
لأنها حقا مشروطه
وديموقراطيه مستورده ليست نابعه من فكر وعقائد راسخه
ولقد تذكرت من نقض من القي الخطاب بالحمد والدعاء
كنت في الثانية في الجامعه واحلت لمجلس تأديب
والله يأدكتور كان مكتوب فيه أننا كنا نقرء القران على القاعه بدون اذن
والأخر أنه كان يدعوا والناس تؤم من على المنصه بدون اذن

وجزاك الله خيرا
وايضا انا مع الاستاذ محمد سليمان
أن يكون حنكه في الأمر في ظل الأوضاع
ونتعامل بفقه الواقع دون الأنتقاص من الدين شيء
فهذه هيا المعادله للرجوع الصحيح
وأذكر صلح الحديبية حينما مسح الرسول (ص )
محمد رسول الله من المعاهدة وترك محمد فقط
وطبعااحنا مش هنمسح كدا لكن اللين والفهم
هوا من يصلنا إلي الخير وعند التمكين أنشر العدل بديننا

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
د.مصطفى السعيد
شخصيات عامة
شخصيات عامة
د.مصطفى السعيد


تاريخ التسجيل : 14/03/2011
عدد المساهمات : 67
الجنس : ذكر
التقييم : 4
العمر : 57

مقالة أعجبتنى Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقالة أعجبتنى   مقالة أعجبتنى I_icon_minitimeالأربعاء مارس 23, 2011 10:56 am

أ/محمد سليمان
ديمقراطية
مصعب الخير
تعليقاتكم تنم عن فكر عال و رؤية عميقة و إن كنت أرى أن الكاتب لم يجانبه فهمه للواقع و إليكم مدخل آخر لنفس الموضوع و لكنه للأستاذ الكبير فهمى هويدى من جريدة الشروق:




23 مارس 2011 09:24:17 ص بتوقيت القاهرة


هل نغير الشعوب؟
لأننا حديثو عهد بالممارسة الديمقراطية فإن بعضنا تصور أن الخلاف السياسى مقدمة للقطيعة والخصومة التى تنتهى بالتكفير السياسى. علما بأنه فى السياسة ــ كما فى الدين ــ فإن الاختلاف فى الرأى لا يعنى بالضرورة أن طرفا مخطئا والآخر مصيبا، ولكن قد يكون الاثنان على صواب ولكن بين الناس من فضل صوابا على آخر. فى هذا السياق فإننا نستشهد فى تعزيز هذه الفكرة بتعدد المذاهب الإسلامية، ونعتبر ذلك دليلا على أن الصواب له أكثر من باب. ومعلوم أن المجتهد فى الدين إذا أخطأ فله أجر وإذا أصاب فله أجران. ولئن جاز كل ذلك فى أمور الدين فهو أجوز فى شئون الدنيا.

أقول ذلك وفى ذهنى أصداء التعليقات التى ترددت فى مصر عقب إعلان نتائج الاستفتاء على تعديلات الدستور، التى كان بعضها امتدادا للتراشق الذى حدث فى الأيام الأخيرة التى سبقت التصويت على التعديلات. أعنى حين تحول الحوار حول التعديل إلى اشتباك بين أنصاره ومعارضيه. وخلال ذلك الاشتباك تم تبادل الاتهامات بين الطرفين، الذى تجاوز نقد الأفكار والمواقف إلى تجريح الأشخاص أو الفئات التى تدافع عنها. رغم أننا نفهم أن موضوع الخلاف الأساسى هو أى الطرق أفضل لبناء الدولة الديمقراطية فى مصر، وهو ما وصف بأنه خلاف فى الوسائل وليس فى الغايات.

هذه الرؤية لم تتبلور بعد فى خطاب النخبة المصرية على الأقل. ولن أتحدث عن أصداء ما جرى فى أوساط بعض غلاة الناشطين، الذين اتسمت تعليقاتهم عبر الانترنت بدرجات متفاوتة من الشطط والتجاوز التى لا تدعو فقط إلى المفاصلة والخصومة، ولكنها وصفت ما جرى بأنه تواطؤ وتجارة بدم الشهداء!
أوساط عقلاء النخبة ــ عدا استثناءات بسيطة ــ تعاملت مع نتائج الاستفتاء الذى أيدت فيه الأغلبية الكبيرة التعديلات الدستورية كالتالى:

أذاعوا أن التصويت لصالح التعديلات تم بناء على العوامل الأيديولوجية، فى إشارة إلى أن الإسلاميين استخدموا الدين فى اللعبة السياسية واعتبروا التصويت لصالح التعديلات «واجبا شرعيا».
وحين تبين أن نسبة المؤيدين 77٪ فإنهم سارعوا إلى إثارة الفزع بين الأقباط وأعداد غير قليلة من المسلمين بدعوى أن الأصوليين قادمون، الأمر الذى استدعى إلى الذاكرة تجارب وخبرات تقلق المواطن العادى، على رأسها نظام طالبان فى أفغانستان.

فى الوقت ذاته، وجه أولئك العقلاء نقدهم إلى الجماهير التى سلمت قيادها إلى الدعاة، وكانت النتيجة أنهم أساءوا الاختيار وأيدوا التعديلات التى كان يتعين عليهم أن يرفضوها.

حين يدقق المرء فى هذه الرسائل يلاحظ عدة أمور. أولها أنها عمدت إلى التغليط والتعميم اللذين يتعذر افتراض حسن النية فيهما. إذ ليس دقيقا أن الناس صوتوا لصالح التعديلات انطلاقا من العوامل الأيديولوجية. لأن ثمة قرائن كثيرة تدل على أن نسبة معتبرة من المصوتين كانوا مشغولين بقضية الاستقرار، بعدما أقلقهم استمرار الاعتصامات والاضرابات. كما أنه ليس صحيحا أن كل الذين صوتوا لصالح التعديلات ينتمون إلى التيار الإسلامى، وإنما كان منهم ليبراليون وقوميون ويساريون أنحازوا إليها لسبب أو آخر. فى الوقت ذاته فإن الذين تحدثوا بين الإسلاميين عن الواجب الشرعى كانوا قلة استثنائية. أزعم أن تأثيرها بين الناس كان أضعف من تأثير توجيهات الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية اللتين نصحتا أتباعهما برفض التعديلات.

لابد أن نلاحظ أيضا ــ وهذه نقطة ثانية ــ أن اتهام الناس بأنهم انساقوا وراء الدعاة الذين وعدوهم بالجنة إذا قالوا «نعم». يعبر عن استخفاف بأولئك الناس وتسفيه لوعيهم. وهو يتضمن رسالة مبطنة تقول: لو كان الناس عندنا أرقى وأفضل وأذكى مما هم عليه، لاختلف موقفهم وانضموا إلى الذين قالوا لا. وإذا أردنا أن نترجم هذه الرسالة فسنجد أنها تدعو فى نهاية المطاف إلى تغيير الناس لكى يتوافقوا مع النخبة، فى حين أن النخبة هى التى ينبغى أن تراجع نفسها لكى تصبح أصدق تعبيرا عن ضمير المجتمع وأشواق الناس.

من ناحية ثالثة فإن إطلاق مثل هذه الدعاوى الآن ــ بعد إعلان النتائج ــ لا يشكك فقط فى ثقة النخبة فى المجتمع، ولكنه يشكك أيضا فى موقفهم إزاء الديمقراطية التى يقبلون بها فقط إذا ناسبت هواهم والتقت مع أفكارهم، وهى الديمقراطية الانتقائية التى تبطن شكلا آخر من أشكال الديكتاتورية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ديموقراطية
وسام االإشراف
وسام االإشراف
ديموقراطية


الموقع مش هتفرق
تاريخ التسجيل : 07/03/2011
عدد المساهمات : 2228
الجنس : انثى
التقييم : 12
العمر : 45
الأوسمة : : مقالة أعجبتنى Empty

مقالة أعجبتنى Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقالة أعجبتنى   مقالة أعجبتنى I_icon_minitimeالأربعاء مارس 23, 2011 12:44 pm


مقالة أروع
وعلى فكرة الصين منزلة شوية شعوب ديموقراطية نخبوية حلوة جدا
وبأسعار مغرية ... ممكن النخبة تستورد لها شعب !!
ولكن ولأن الدستور يشترط الجنسية المصرية
يبقى الحل في الاستنساخ ... نستنسخ النخبة ونعدم الشعب !!
الخوف بقى هو انقسام النخبة على نفسها !!
ربنا يهدينا جميعا .. والا كده النخبة هتزعل هي عايزانا نكفر !!

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مصراوي
مشرف صحافة المنتدى
مشرف صحافة المنتدى
مصراوي


الموقع دولة قطر ( مدينة الدوحة ) علاء يحي الحارون
تاريخ التسجيل : 13/03/2011
عدد المساهمات : 1683
الجنس : ذكر
التقييم : 20
العمر : 50
الأوسمة : : مقالة أعجبتنى Empty

مقالة أعجبتنى Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقالة أعجبتنى   مقالة أعجبتنى I_icon_minitimeالأربعاء مارس 23, 2011 3:43 pm

[quote="د.مصطفى السعيد"]أ/محمد سليمان
ديمقراطية
مصعب الخير
تعليقاتكم تنم عن فكر عال و رؤية عميقة و إن كنت أرى أن الكاتب لم يجانبه فهمه للواقع و إليكم مدخل آخر لنفس الموضوع و لكنه للأستاذ الكبير فهمى هويدى من جريدة الشروق:




23 مارس 2011 09:24:17 ص بتوقيت القاهرة


هل نغير الشعوب؟
لأننا حديثو عهد بالممارسة الديمقراطية فإن بعضنا تصور أن الخلاف السياسى مقدمة للقطيعة والخصومة التى تنتهى بالتكفير السياسى. علما بأنه فى السياسة ــ كما فى الدين ــ فإن الاختلاف فى الرأى لا يعنى بالضرورة أن طرفا مخطئا والآخر مصيبا، ولكن قد يكون الاثنان على صواب ولكن بين الناس من فضل صوابا على آخر. فى هذا السياق فإننا نستشهد فى تعزيز هذه الفكرة بتعدد المذاهب الإسلامية، ونعتبر ذلك دليلا على أن الصواب له أكثر من باب. ومعلوم أن المجتهد فى الدين إذا أخطأ فله أجر وإذا أصاب فله أجران. ولئن جاز كل ذلك فى أمور الدين فهو أجوز فى شئون الدنيا.

أقول ذلك وفى ذهنى أصداء التعليقات التى ترددت فى مصر عقب إعلان نتائج الاستفتاء على تعديلات الدستور، التى كان بعضها امتدادا للتراشق الذى حدث فى الأيام الأخيرة التى سبقت التصويت على التعديلات. أعنى حين تحول الحوار حول التعديل إلى اشتباك بين أنصاره ومعارضيه. وخلال ذلك الاشتباك تم تبادل الاتهامات بين الطرفين، الذى تجاوز نقد الأفكار والمواقف إلى تجريح الأشخاص أو الفئات التى تدافع عنها. رغم أننا نفهم أن موضوع الخلاف الأساسى هو أى الطرق أفضل لبناء الدولة الديمقراطية فى مصر، وهو ما وصف بأنه خلاف فى الوسائل وليس فى الغايات.

هذه الرؤية لم تتبلور بعد فى خطاب النخبة المصرية على الأقل. ولن أتحدث عن أصداء ما جرى فى أوساط بعض غلاة الناشطين، الذين اتسمت تعليقاتهم عبر الانترنت بدرجات متفاوتة من الشطط والتجاوز التى لا تدعو فقط إلى المفاصلة والخصومة، ولكنها وصفت ما جرى بأنه تواطؤ وتجارة بدم الشهداء!
أوساط عقلاء النخبة ــ عدا استثناءات بسيطة ــ تعاملت مع نتائج الاستفتاء الذى أيدت فيه الأغلبية الكبيرة التعديلات الدستورية كالتالى:

أذاعوا أن التصويت لصالح التعديلات تم بناء على العوامل الأيديولوجية، فى إشارة إلى أن الإسلاميين استخدموا الدين فى اللعبة السياسية واعتبروا التصويت لصالح التعديلات «واجبا شرعيا».
وحين تبين أن نسبة المؤيدين 77٪ فإنهم سارعوا إلى إثارة الفزع بين الأقباط وأعداد غير قليلة من المسلمين بدعوى أن الأصوليين قادمون، الأمر الذى استدعى إلى الذاكرة تجارب وخبرات تقلق المواطن العادى، على رأسها نظام طالبان فى أفغانستان.

فى الوقت ذاته، وجه أولئك العقلاء نقدهم إلى الجماهير التى سلمت قيادها إلى الدعاة، وكانت النتيجة أنهم أساءوا الاختيار وأيدوا التعديلات التى كان يتعين عليهم أن يرفضوها.

حين يدقق المرء فى هذه الرسائل يلاحظ عدة أمور. أولها أنها عمدت إلى التغليط والتعميم اللذين يتعذر افتراض حسن النية فيهما. إذ ليس دقيقا أن الناس صوتوا لصالح التعديلات انطلاقا من العوامل الأيديولوجية. لأن ثمة قرائن كثيرة تدل على أن نسبة معتبرة من المصوتين كانوا مشغولين بقضية الاستقرار، بعدما أقلقهم استمرار الاعتصامات والاضرابات. كما أنه ليس صحيحا أن كل الذين صوتوا لصالح التعديلات ينتمون إلى التيار الإسلامى، وإنما كان منهم ليبراليون وقوميون ويساريون أنحازوا إليها لسبب أو آخر. فى الوقت ذاته فإن الذين تحدثوا بين الإسلاميين عن الواجب الشرعى كانوا قلة استثنائية. أزعم أن تأثيرها بين الناس كان أضعف من تأثير توجيهات الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية اللتين نصحتا أتباعهما برفض التعديلات.

لابد أن نلاحظ أيضا ــ وهذه نقطة ثانية ــ أن اتهام الناس بأنهم انساقوا وراء الدعاة الذين وعدوهم بالجنة إذا قالوا «نعم». يعبر عن استخفاف بأولئك الناس وتسفيه لوعيهم. وهو يتضمن رسالة مبطنة تقول: لو كان الناس عندنا أرقى وأفضل وأذكى مما هم عليه، لاختلف موقفهم وانضموا إلى الذين قالوا لا. وإذا أردنا أن نترجم هذه الرسالة فسنجد أنها تدعو فى نهاية المطاف إلى تغيير الناس لكى يتوافقوا مع النخبة، فى حين أن النخبة هى التى ينبغى أن تراجع نفسها لكى تصبح أصدق تعبيرا عن ضمير المجتمع وأشواق الناس.

من ناحية ثالثة فإن إطلاق مثل هذه الدعاوى الآن ــ بعد إعلان النتائج ــ لا يشكك فقط فى ثقة النخبة فى المجتمع، ولكنه يشكك أيضا فى موقفهم إزاء الديمقراطية التى يقبلون بها فقط إذا ناسبت هواهم والتقت مع أفكارهم، وهى الديمقراطية الانتقائية التى تبطن شكلا آخر من أشكال الديكتاتورية.



جميل جدا يا دكتور ولكن اسمح لي حضرتك أن أقدم هذا المقال الذي أعجبني للكاتب / فهمي هويدي
هذا المقال تم منعه من النشر بجريدة الاهرام المصرية بتاريخ 11/11/2006، ربما لأن الكاتب خرج فيه على نطاق المألوف و تناول خطا أحمرا لا يتعداه الكثيرون،...
هذه ثلاث حكايات مصرية، لا أريد أن أصدقها، ولا أستطيع أن أتجاهلها، وأتمنى أن تكذب في أسرع وقت،

شريطة أن يتم ذلك من خلال طرف يؤتمن على تقصي واستجلاء وجه الحقيقة أو الادعاء في وقائعها.
(1)

ذات صباح. تلقيت من أحد الأصدقاء قرصاً مدمجاً (سي. دي) من صديق أبلغني أنه يتضمن شريطاً من المهم أن أراه. وحين شاهدته على شاشة الكمبيوتر لم أصدق ما رأيت فيه وما سمعت، إذ روعني مضمونه، فسارعت إلى إغلاق الجهاز ولم أكمل المشاهدة. لكن الصور التي رأيتها والصيحات التي سمعتها ظلت تلاحقني مدوية في داخلي طوال الوقت. وإذ انتابني الشك في الشريط، خصوصاً أن لأهل الخبرة في هذا المجال كلاما كثيرا عن تقدم فنون التركيب والافتعال في صناعة أمثال تلك الأقراص والأشرطة، فإنني طلبت ممن هو أدرى مني بعالم الاتصالات وتقنياته أن يتحرى المواقع التي تهتم بهذه الأمور. بعد حين جاءني من يقول إن الصور التي رأيتها موجودة على شبكة الإنترنت، خصوصاً موقعي يوتيوب (youtube) و”ميتا كافيه دوت كوم”، والأول مشهور على مستوى العالم، ويعد أكبر موقع معلوماتي لأفلام الفيديو. أضاف محدثي أن ثمة موقعاً باللغة العربية عن “التعذيب في مصر” تضمن تفصيلات كثيرة في الموضوع. وحين رجعت إلى تلك المواقع وجدت كلامه صحيحاً، حيث شاهدت مرة أخرى ولم أكمل ذات الصور والمشاهد، وبعد يومين فوجئت ببعض الصور الصاعقة منشورة في صحيفة “الفجر” (عدد 13/11)، مع تعليق قال كاتبه ما نصه: وصلني على البريد الإلكتروني فيديو تعذيب مواطن مصري في قسم بوليس، الفيديو منشور على مدونة “الوعي المصري” التي قال محررها إنه مرسل إليه من مدونة أخرى اسمها “دماغ ماك”، التي قال صاحبها إنه اكتشف الفيديو على “موبايل” جاره، فقرر نشره رغم أنه مقزز.
من هذه القرائن أ دركت أن الصور متداولة بين أيدي كثيرين، على مواقع الإنترنت والهواتف النقالة ومن خلال الأقراص المدمجة. الأمر الذي يعني أن محيط انتشارها تجاوز النطاق المحلي إلى المستوى العالمي، ويعني أن الصور البشعة التي ظهرت والاستغاثات والصرخات التي ترددت خلالها ذاع أمرها في كل مكان. وفي غياب أي تعليق على الموضوع أو إيضاح لملابساته وحدوده، فإن من يشاهد الصور سيتعامل معها باعتبارها حقيقة مسلماً بها.
تعجز الكلمات عن وصف محتوى الشريط، الذي يسجل واقعتين على الأقل، لاثنين من المواطنين العاديين تم اقتيادهما إلى مكانين مختلفين، يرجح أنهما من أقسام الشرطة. أحدهما وقف ذليلاً وبائساً وهو يتلقى سيلاً من الصفعات على وجهه و”قفاه” من ضابط ظل يسخر منه وهو يعاجله بها، في حين أن هناك آخرين جلسوا في المكان يتضاحكون، ويشجعون الضابط الذي ذكروا اسمه وظهرت رتبته العسكرية في الصور. المواطن الثاني ألقي على الأرض، وبدا نصفه الأسفل عارياً، وساقاه مرفوعتين، وثمة صوت لضابط يتوعده وينهال عليه بالسباب والشتائم البذيئة. وهو في هذا الوضع جيء بعصا هتك بها عرض المواطن، الذي أصيب بلوثة جعلته يصرخ بأعلا صوته مسترحما ومستغيثاً “بالباشا” الذي ظل يواصل إطلاق شتائمه الجارحة، التي كان سب الأم قاسماً مشتركاً بينها.
(2)
الحكاية الثانية نشرتها صحيفة “واشنطن بوست” في 10 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي. والشخصية الرئيسية فيها مواطن مصري حاصل على حق اللجوء السياسي في ايطاليا. اسمه حسن مصطفى أسامة وشهرته “أبو عمر المصري”. صاحبنا هذا اختطف من ميلانو في عام ،2003 إثر عملية قام بها عملاء المخابرات المركزية الأمريكية مع جهاز المخابرات الإيطالي. ما أثار القضية مجدداً هذه الأيام أن المصري المخطوف سرب رسالة من 11 صفحة إلى صحيفة “كوريري ديلاسيرا” روى فيها كيف اختطف أثناء سيره في أحد شوارع ميلانو، وكيف نقل إلى مصر ليحقق معه اثنان من “الباشاوات”. أحدهما مصري والآخر أمريكي، وكيف تعرض للتعذيب عن طريق الصعق بالكهرباء إلى أن فقد السمع وتدهورت حالته الصحية. هذه الرسالة أثارت ضجة في روما، لأنها جاءت دليلاً آخر أثبت ضلوع المخابرات الأمريكية مع نظيرتها الإيطالية في ترتيب خطف “أبو عمر”. وأحدثت الضجة صداها في أوساط الاتحاد الأوروبي. التي أدركت أن حكومة سيلفيو برلسكوني السابقة تسترت على العملية، كما اكتشفت أن رئيس المخابرات الإيطالية، أدلى بشهادة كاذبة حول الموضوع أمام البرلمان الأوروبي.
ما يهمنا في السياق الذي نحن بصدده هو المعلومات التي أوردها أبو عمر في رسالته المنشورة في روما، وعممتها “واشنطن بوست”، وتحدثت عن وقائع التعذيب الذي تعرض له الرجل في مصر، الأمر الذي يضيف صفحة جديدة إلى سجل المعلومات التي سبق أن نشرتها الصحيفة الأمريكية ذاتها عن ترحيل السلطات الأمريكية بعد 11 سبتمبر/ أيلول لأعداد من المشتبهين إلى ثلاث دول عربية (حددتها بالاسم)، لانتزاع المعلومات منهم بالوسائل التي لا تجيزها القوانين الأمريكية أو الأوروبية.
رغم أن القصة نشرت في واشنطن في (10/11)، كما أن صحيفة “المصري اليوم” عرضت في عدد (14/11) تقريراً مفصلاً حول الموضوع أعده المركز الكندي لأبحاث العولمة، إلا أن الجهات المعنية في مصر التزمت الصمت إزاء المعلومات، الأمر الذي أسهم في ذيوع البلبلة والشك والحيرة.
الحكاية الثالثة لا أستطيع أن أطيل فيها أو أفصل، لأسباب عدة أهمها أن موضوعها شهادة لأحد المعتقلين السابقين، اسمه محمد الدريني، الذي قدر له أن يقضي خمسة عشر شهراً متنقلاً بين السجون والمعتقلات في محافظات مصر. وفي تجواله ذاك اقترب من العالم الآخر الذي نسمع عنه ولا نراه، وعاش بين القابعين في أرجاء ذلك العالم، (بعضهم منذ ربع قرن على الأقل، أي منذ اغتيال الرئيس السادات في عام 81) وسجل ما رآه وما سمعه في كتاب من مائتي صفحة صدر مؤخراً تحت عنوان “عاصمة جهنم”.
ورغم أن لي خبرة متواضعة ف ي سجون مصر قبل نصف قرن، إلا أن الذي قرأته في الكتاب فاجأني وأفزعني، إذ وجدته يتجاوز حدود الخيال، ويرسم صورة لأهوال لا تخطر على قلب بشر. غير أنني مازلت رافضاً تصديق ما فيه، لأن مؤلف الكتاب طرف وليس محايداً. مع ذلك فإن محتواه، الذي تضمن ما لا حصر له من المشاهدات والوقائع والأسماء التي تحدثت عنها تقارير منظمات حقوق الإنسان بدرجة أو أخرى، يرشحه لأن يكون نموذجاً للتحقيق والدراسة، سواء من جانب المنظمات المعنية أو أي لجنة برلمانية لتقصي الحقائق.
(3)
لأنه لا يوجد دخان من غير نار، فإنه يتعين علينا أن نعترف بأمور ثلاثة، أولها أن التعذيب له تاريخ في مصر منذ العصر الملكي. وقصة “ال عسكري الأسود” الذي كان يؤمر بانتهاك عرض الرجال رمز لتلك الحقبة. الأمر الثاني أن نطاق التعذيب اتسع بشكل ملحوظ في أعقاب ثورة 23 يوليو، التي ذاع فيها أمر السجن الحربي وقائده حمزة البسيوني، وانضم إليه في تلك الحقبة معتقلا أبو زعبل والوادي الجديد. وخريجو سجون تلك المرحلة لهم كتابات عدة صورت ما جرى وراء جدرانها. الأمر الثالث أن اغتيال الرئيس السادات في عام 81، وإعلان الطوارئ منذ ذلك الحين، كان بمثابة نقطة تحول كبيرة في ذلك المسار. إذ في هذه المرحلة حدث تطوران مهمان، فمن ناحية ترتب على اتساع نطاق المواجهة بين أجهزة الأمن وبين الجماعات المتطرفة والإرهابية أن جرى التوسع في عمليات الاعتقال والتعذيب، ما أدى إلى انتشار الظاهرة واستفحالها، بحيث شملت المواطنين العاديين وليس الإرهابيين أو المعارضين السياسيين وحدهم. يسّر ذلك وشجع عليه أن قانون الطوارئ أطلق يد الأجهزة الأمنية في التعامل مع المجتمع خارج القانون، خصوصاً في حالات الضبط والاحتجاز.
من ناحية ثانية، فإن طول المدة التي طبق فيها قانون الطوارئ أحدث تغيراً في ثقافة وسلوك الأجهزة الأمنية، التي باتت تتصرف وكأن الطوارئ الأصل، أما العمل بقواعد القانون العادي وضماناته فقد صار في عرفها استثناء لا يلزم ولا يعتد به. وهو ما سوغ لبعض الباحثين أن يصفوا الحالة بحسبانها نوعاً من “إدمان” الطوارئ، الذي تمكن من سلوك الأجهزة الأمنية، حتى أصبح علاجه أو التطهر منه مستعصياً، ويتطلب مثابرة وجهداً كبيرين. ولعلنا لا نبالغ كثيراً إذا قلنا إن العمل بقانون الطوارئ لأكثر من ربع قرن أضفى على التعذيب شرعية نسبية، في أوساط أجهزة الأمن على الأقل، سمحت له بأن يستفحل، وأن يصبح خارجاً عن السيطرة بمضي الوقت.
وفي هذا الصدد فإننا لا نستطيع أن نتجاهل الدور الذي أسهمت به أجواء ما بعد 11 سبتمبر/ أيلول في إشاعة التعذيب وغض الطرف عنه، حيث اعتبر التعذيب لاستخلاص المعلومات من “ضرورات” الدفاع عن الأمن. وهو المنطق الذي سوقته وسوغته الولايات المتحدة، وطبقته على غير الأمريكيين بطبيعة الحال، الأمر الذي وفّر غطاء مناسباً لممارسات الأجهزة الأمنية في كل العالم العربي بلا استثناء. التي تذرعت بالحرب على الإرهاب لكي تبرر سلوكها وتتوسع فيه. وهو ما سجلته تقارير المنظمة العربية لحقوق الإنسان، وغيرها من المنظمات الدولية المعنية بالأمر.
(4)
يحمد للمناخ السائد في مصر الآن أنه بات يحتمل الحديث في الموضوع بقدر لا ينكر من الصراحة، وتلك إيجابية يلمسها أي قارئ للصحف المستقلة والمعارضة بوجه أخص، الأمر الذي يشجعني على الدعوة إلى إغلاق ذلك الملف، ليس فقط دفاعاً عن كرامة الإنسان والمجتمع المصري، ولكن أيضاً حفاظاً على صدقية الأطروحات التي تتحدث عن الإصلاح السياسي. ذلك أنه لا محل لإطلاق تلك الأطروحات طالما بقي مواطن يعذب أو احتجز بريء في الأقبية والسجون.
أدري أننا بإزاء وضع معقد استفحل فيه دور الأمن حتى تمددت أجهزته أفقياً ورأسياً، فتضخم عددها وصارت أذرعها حاضرة بقوة في مختلف مفاصل الدولة، وهو ما أحدث خللاً في موازين كثيرة. فتقدم الأمن على السياسة، وتوترت العلاقة بين السلطة والمجتمع التي أصبحت قائمة على التربص والخوف. إذ في ظل استمرار نظام الطوارئ تم نسخ شعار “السلطة في خدمة الشعب”، الذي رفع يوماً ما، دلت شواهد الواقع على أن الشعب صار في قبضة الشرطة.
ذلك وضع لا يستقيم مع أي “إصلاح” فضلاً عن أنه ضد التاريخ. ولا يكفي في علاجه الإعلان عن إلغاء قانون الطوارئ واستبداله بقانون للإرهاب لا يكاد يختلف عن سابقه إلا في العنوان، لأن الأهم والأخطر من الاثنين هو عقلية الطوارئ، التي أدمنت إهدار القانون العادي وضماناته، وسوّغت الاعتداء على الحريات العامة، وتعاملت مع المجتمع باعتباره خصماً يتعين مراقبته وتأديبه طول الوقت.
إن إغلاق ملف التعذيب وطي صفحته هما الخطوة الأولى للتقدم على طريق الإصلاح المنشود الذي يلوح هذه الأيام. ولن يتم ذلك إلا بالمصالحة مع المجتمع من خلال أمرين على الأقل، أولهما إطلاق سراح المعتقلين الذين يجدد حسبهم لسنوات طويلة، رغم انتهاء محكومياتهم أو الحكم ببراءتهم. وثانيهما التطهر من ممارسات السنوات السابقة ومعالجة جراحاتها وأحزانها. وأكرر هنا ما سبق أن قلته داعياً إلى تمثل تجربة لجان “الحقيقة والمصالحة” التي شكلت في المملكة المغربية، واستفادت فيها من تجربة جنوب إفريقيا بعد سقوط نظامها العنصري، وهي اللجان التي رعت إطلاق السجناء وتعويض الذين تعرضوا للتعذيب أو الذين فقدوا معيليهم من جرائه. وفي الوقت ذاته اعتذرت للمجتمع بشجاعة عن الممارسات التي أدت إلى كل ذلك. وهو ما أكسب التجربة احترام الجميع وثقتهم، فضلاً عن أن السلطة كبرت بها ولم تصغر.
أخيراً فإنني أكرر أن التعذيب والإصلاح نقيضان لا يجتمعان، تماماً كطريقي السلامة والندامة.

وعلينا أن نحسم موقفنا منهما، بحيث نعرف بوضوح إلى أيهما ننحاز

مقال فهمى هويدي الممنوع صفحة قاتمة يجب أن تطوى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فجر الاسلام
عضو متقدم
عضو متقدم



تاريخ التسجيل : 07/03/2011
عدد المساهمات : 601
التقييم : 6
العمر : 41
الأوسمة : : مقالة أعجبتنى Empty

مقالة أعجبتنى Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقالة أعجبتنى   مقالة أعجبتنى I_icon_minitimeالأربعاء مارس 23, 2011 4:57 pm


المقالتان رائعتان دكتور مصطفى

نتمنى ان تتحول بلدنا الى بلد ديموقراطى ولكن ديموقراطية حقيقية

غير مشروطة ولا مزيفة



hgk,x
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مقالة أعجبتنى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مقالة أعجبتنى
» حي على العمل.........مقالة في الجول
» حكم الطبقة العلمانية ...مقالة تقرأوك قبل ان تقرأها.
» همُّ المصريين بالإمارات - مقالة فهمي هويدي
» حوار مع فاروق جويدة عن السلفيين!![1/2] ... مقالة اعجبتني

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
telbana4all :: صحافة المنتدى :: مقالات-
انتقل الى: