قبل ان تلوم شريك حياتك ... انظر الي وزن ( رغيف العيش ) !!!!!!!!!
كان الخباز يشك في الفلاح الذي يزوده بالزبد لمخبوزاته فأخذ يراقب وزن الزبد الي ان تأكدت شكوكه فذهب للشرطة التي اتت بالفلاح الوجل وبمواجهته بإتهام الخبازاعترف الفلاح بأنه لايملك ميزانا يزن به الزبد لذا كان يستخدم كفتين يضع في إحداهما رغيف يشتريه من الخباز الذي يفترض ان وزنه رطل حسبما يدعي ، وبالتالي فإن المشكلة تعود الي الخباز الذي غش في وزن الخبز فانعكس ذلك بالتالي علي وزن الزبد !!!!
والمثير اننا نري ملامح هذه القصة في حياة كثير من الازواج والزوجات ، حيث يشكو احدهما من شريكه وينتقده ويظهر اسوأ مافيه في حين ان العيب ربما يكون منه هو او تكون بسببه !!
واحد الادباء شبه عين الناقد بأضواء السيارة فهي تكشف الاخرين فقط وتظهر مالديهم لكنها لاتتوجه الي الداخل ابد لتضئ جنباته !!
ولعلك قد قرأت قصة ذلك الطفل الذي اغضب امه وعندما وبخته سار الي ان وصل منطقة الجبال علي اطراف بلدته فصرخ موبخا نفسه بصوت عال : (انت غبي ) فسمع صوتا يرد عليه (انت غبي ) فتعجب من هذا الشخص الذي يسبه دون سبب فقال له (انت وقح ) ، فرد عليه الصوت مرة اخري ( بل انت الوقح ) فذهب الي امه حزينا مهموما واعتذر لها عما فعله ثم حكي لها عن ذلك الوقح الذي يختبئ في الجبل ويسبه دونما سبب فابتسمت امه واخذته معها الي الجبال مرة اخري وقالت له قل ( انت رائع ) فقالها فإذا به يسمع صوتا يرد عليه : (انت رائع ) فقالت له الام بعدما رأت البهجة تطل من عينيه ليس هذا سوي صدي صوتك ياصغيري عندما تكون حانقا وتخرج حنقك علي العالم دون ان تدري فلابد ان يقابلك حنقا بحنق ، فتحزن وتغضب وتظن انه قد تجرأ عليك واهانك ، لكنك لو اخبرته بأنه جميل ورائع فسيرد لك الكلمه بمثلها وفي كل الاحوال فأنت اساس وسبب ما يعود اليك !!
هذه القصة الرمزية البسيطة قد نحكيها لإطفالنا لنعلمهم معني اننا مسئولون عما يعطيه العالم لنا وان افعالنا تعود علينا لكننا – نحن الكبار –نحتاج الي استيعابها بشكل اخر لنعرف كيف اننا كثير مانلوم الطرف الاخر مع انه لم يفعل اكثر من ان عاملنا بالاسلوب الذي تعودنا ان نعامله به !!!
وان سلوكه السلبي كان منبعه سلوكا ذاتيا سبب له الالم والحنق والغضب فنحن في حاجة الي ان نحمل مصباح الضمير بين وقت واخر ونغوص الي الداخل فننقب عن عيب هنا فنقومه ومرض هناك فنعالجه ، رسولنا صلي الله عليه وسلم ينبهنا الي مشكلة في غاية الاهمية والخطورة نقع فيها ونحن نتعامل مع الاخرين ، يقول صلي الله عليه وسلم : "يبصر احدكم القذاة في عين اخيه وينسى الجذع في عينيه "
والقذاة الاتربة البسيطة ... والجذع : قطعة الخشب الكبيرة ، فكان الرسول صلي الله عليه وسلم يعيب علي كل شخص غير منصف معايرته شخصا اخر بعيب بسيط حتي لو كان هو نفسه مبتلي بما هو اكبر واخطر واشد !!!!!!!!
وينهانا صلي الله عليه وسلم عن الوقوع في جريمة عدم (الانصاف ) التي تدفعنا الي جلد الاخر علي خطأ ربما نكون نحن اشد منه مواظبة علي ارتكابه !! فأنتبه ياصديقي ولاتقم المحكمة وتدين الاخر وانت في الحقيقة المتهم والمدان ، حاذر ان تلوم الاخر علي غش الزبد وانت الذي سممت ميزانه وافسدت رمانته ، توقف قليلا قبل ان تنثر عيوب شريك لتحاسب نفسك وتقيمها وتعلم ان تنظر بداخلك اولا قبل ان تيمم وجهك شطر الطرف الاخر .