يوم اللغة

... وانبرى الخطباء من فوق شتى المنابر يحدثوننا عن مآثر اللغة العربية ، ويبينون خصائصها ، ويتوسعون في ذكر محاسنها وبيانها وبلاغتها وعظمتها ، ولا يفوتهم أن يوردوا قول حافظ في قصيدته المشهورة على لسان اللغة العربية :
وسعت كتاب الله لفظا وغاية وما ضقت عن آيٍ به وعظات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة وتنسيق أسماء لمخترعات
أنا البحر في أحشائه الدر كامن فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي

وانطلقوا يوردون الفرائد والعجائب ، ويفيضون في مدح اللغة ، ويستذكرون تاريخها يوم كانت لغة العلم والحضارة والثقافة ، وكان الروم والفرنجة يرغبون في تعلمها والإلمام بها لتكون مدخلهم إلى الثقافة واكتساب العلوم ...

كان ذلك بمناسبة يوم 21 فبراير الذي اتخذ يوما عالميا للغة العربية .

واللغة حين تُتخذ عيدا تمر ذكراه في العام مرة ، وتنسى في بقية أيام العام كالأم العجوز تُلقى في ملجأ العجزة ثم يحتفل أبناؤها بزيارتها مرة كل عام ، فيما يسمى بعيد الأم ، حيث تتلقى منهم الهدايا والزهور والعطور ، وتحيات المجاملة في ذلك اليوم ، فإذا غابت شمسه غابت شمسها عن سمائهم إلى أن يأتي العيد ثانية إن بقى لها من حياتها مدد .

وهذا هو ما يحدث للغتنا العربية فقد أفضنا عليها من برنا وحبنا ما يجعلها غير محتاجة إلى التشرد في الفيافي والقفار ، بل هي في الملجأ الآمن حيث لا برد ولا جوع !!! وزيادة في البر والحب نزورها في كل عام لنحتفل بذكراها ونزأر من فوق المنابر بتجلية آثارها ومآثرها ، ومزاياها وعناصرها ومفاخرها .....

وتنهض هنا وهناك جمعيات تطلق على نفسها جمعيات حماية اللغة أبرز أهدافها ومقاصدها تذكير الناس بيوم اللغة وإحياء هذا اليوم بالقصائد والخطب والندوات والمحاضرات .....

ونحن اليوم في بلادنا العربية ننتمي إلى العربية كما ينتمي غالبنا إلى الإسلام ، لا انتماء قناعة وممارسة حياتية ، بل انتماء وراثة ؛ لأننا هكذا وجدنا آباءنا وأجدادنا .

ولا داعي لضرب الأمثلة " فكلنا في الهم شرق " ولكن أذكر أن الإنجليزية أصبحت إجادتها شرط للقبول في وظائف داخل دول عربية ويفترض أنها ناطقة بالعربية ، وما أكثر ذلك ! وهل من معارض ؟ أتحدى

بالإضافة أن من يسافر منا إلى بلاد الفرنجة يسرع إلى تعلم لغتهم بل ويعود إلى وطنه لينطق بلغة البلد العائد منه لمجرد أنه قضى به بضعة أشهر..... وعجبي

في حين يمكث بعض الأجانب في بلادنا أعوام وأعوم ، وهم لا يشعرون بحاجتهم إلى تعلم اللغة العربية ، ولا بعض مفرداتها التي تستخدم في المجاملات مثل : السلام عليكم ، وأهلا وسهلا ، وشكرا وكيف حالك .....
وما ذاك إلا لأنهم يشعرون أنهم يعيشون في بلادهم ، والكل يتكلم بلغتهم ، ويجاملهم بلسانهم ، ويفرح أحدنا حين يشعر أنه استطاع أن يجاريهم في كلامهم ورطانتهم .

وفي الوقت نفسه يستحيل أن تجد شخصا يعيش في لندن أو واشنطن لمدة عام دون أن يكون قادرا على التفاهم مع الناس من حوله باللغة الإنجليزية ؛ بل ويستحيل أن تجد ألماني داخل وخارج ألمانيا ينطق بغير الألمانية !
وعجبي علينا نحن العرب

عزيزتي اللغة العربية :

أهنئك أن لك أبناء سنتسبون إليك ، ويعيشون في حماك ، وقد أقسموا بكل عظيم أن يحتفلوا بعيدك كل عام ، وأن يشيدوا بفضائلك ومآثرك أمام الناس ، وأن يؤسسوا لك الجمعيات التي تكفل إحياء الاحتفال بذكراك سنويا .

وهنيئا لنا معشر العرب فقد أصبحنا نعيش في بلادنا التي يصدق فيها قول الشاعر :

ولكن الفتى العربي فيها غريب الوجه واليد واللسان

وأخيرا أذكر

أنه لا يصح أن نحتفل بأمنا يوم من 366 يوم ، فيوم الأم لا تغيب شمسه ، أو هكذا يجب أن يكون ؛ لكُن الله أمهاتنا ، ولك الله لغتنا العربية التي يجب ألا تغيب شمس يومك أيضا ، فكل الأيام يوم الأم ويوم اللغة .....

وعفوا على الإطالة فمنذ ما قبل الـ 21 فبراير وحتى الآن بل غالبا ما تراودني فكرة هذا الموضوع ، وأرغب
في تسجيل هذا الموضوع ولكن من حسن الطالع أنه خرج إليكم مع اقتراب ما يناسبه من احتفالات ألا وهو
ما يسمى " بعيد الأم " ومتى عيد الأب ؟؟؟!!!

وسامحوني إن وجد بعض الأخطاء فبصراحة لم أراجع

اقتباس :

عزيزتي اللغة العربية :

أهنئك أن لك أبناء سنتسبون إليك ، ويعيشون في حماك ، وقد أقسموا بكل عظيم أن يحتفلوا بعيدك كل عام ، وأن يشيدوا بفضائلك ومآثرك أمام الناس ، وأن يؤسسوا لك الجمعيات التي تكفل إحياء الاحتفال بذكراك سنويا .

وهنيئا لنا معشر العرب فقد أصبحنا نعيش في بلادنا التي يصدق فيها قول الشاعر :

ولكن الفتى العربي فيها غريب الوجه واليد واللسان

وأخيرا أذكر

أنه لا يصح أن نحتفل بأمنا يوم من 366 يوم ، فيوم الأم لا تغيب شمسه ، أو هكذا يجب أن يكون ؛ لكُن الله أمهاتنا ، ولك الله لغتنا العربية التي يجب ألا تغيب شمس يومك أيضا ، فكل الأيام يوم الأم ويوم اللغة .....

وعفوا على الإطالة فمنذ ما قبل الـ 21 فبراير وحتى الآن بل غالبا ما تراودني فكرة هذا الموضوع ، وأرغب
في تسجيل هذا الموضوع ولكن من حسن الطالع أنه خرج إليكم مع اقتراب ما يناسبه من احتفالات ألا وهو
ما يسمى " بعيد الأم " ومتى عيد الأب ؟؟؟!!!

وسامحوني إن وجد بعض الأخطاء فبصراحة لم اراجع

كيف مر هذا الموضوع مرور الكرام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

اشكرك استاذنا الفاضل (مايسترو اللغة العربية ) علي إهتمامك الكبير بلغتنا العربية ............. فكم نحن مقصرون في حقها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ فخرا لنا انها لغتنا
فهي لغة العلوم... فكل التطوارت التي يشهد الغرب حاليا نتجية كتب ومؤلفات علمائنا التي ترجمت من العربية الي اللغات الاخري واستفادوا منها ونحن اهملناها .
بالنسبة لعيد الاب ... نعمل استفتاء في المنتدي ونختار يوم ........وربنا يسهل !

جزاك ربي عن السلام مكرمة........... وزادك الله من افضاله كرما

شكرا فيلسوفنا المبدع

بارك الله فيك ورحم الله والديك

وشكر متواصل على الاهتمام

أما عن عيد الأب فله يوم هو الآخر

لا أتذكر 4 / 11 أم 11 / 4