أصبح الأمر محير واصبحت الصورة تزداد ضباب
لما الأعتصام وهل الهتاف ضد الجيش
ومحاولة فصل المجلس العسكري علي الجيش شيء جيد
كيف نهاجم المجلس العسكري وكنا نطلب منه أن يمد الفترة الإنتقالية
مقال من الدكتور معتزبالله عبد الفتاح
أشعر وكأنه يتحدث عما بداخلي مش هنمشى لازم يمشى» شعار مقبول ومفهوم إذا كنا نتحدث عن مبارك. وهو مقبول فى ضوء ما ارتكبه مبارك من أخطاء وخطايا، ومفهوم فى ضوء أن مبارك رئيس النظام والدولة، ولكن رحيل رئيس النظام لن يؤثر على بنية الدولة.
لكن «مش هنمشى لازم يمشى» مع المجلس العسكرى للقوات المسلحة أو أى من أعضائه فى هذا التوقيت ليس فى مصلحة مصر.
وأرجو أن يفهم معنى العبارة السابقة فى ضوء أربع ملاحظات عامة:
أولا، أنا أرفض تماما مظاهرات «دعم المجلس العسكرى» سواء فى روكسى أو فى أى ميدان من ميادين مصر. أرفضها لأنها لو كانت قليلة العدد ضعيفة التأثير فهى رسالة بأن المجلس العسكرى لا يحظى بدعم كافٍ وهذا غير صحيح. ولو كانت كثيرة العدد كبيرة التأثير فسترسل رسالة لا أريدها أيضا وهو أن الشعب بايع المجلس العسكرى كى يظل فى السلطة مثلما حدث، مع اختلاف التفاصيل، فى عام 1954. أرفض المعنيين تماما.
ثانيا، المجلس العسكرى لا بد أن يعود إلى ثكناته العسكرية كما أعلن ووعد. ومحاولة فصل المجلس العسكرى عن الجيش خطأ، ومحاولة فصل المشير عن المجلس العسكرى خطأ آخر. أقول هذا ليس للمجلس العسكرى أو للمشير وإنما لمصر.
ثالثا، معلوماتى أن المجلس العسكرى كان يريد أن تتم الانتخابات فى شهر يونيو السابق حتى يرحل عن السلطة كاملا فى شهر سبتمبر القادم. وخرج علينا من طالب المجلس العسكرى بأن يظل فى السلطة لأطول فترة انتقالية ممكنة. ويبدو أنهم كانوا يعتقدون أن المجلس العسكرى هو مجرد «شخشيخة» بلا إرادة وبلا رؤية خاصة به، نتفق معها أو نخالفها. الغريب أن أسمع أن البعض يطالب المجلس العسكرى بالاستمرار لفترة انتقالية أطول ويتهمونه فى نفس الوقت بالتآمر على الثورة.
رابعا، المتظاهرون لايزالون هم نبض الثورة، ولولا ما فعلوه بدءا من 25 يناير لكنا نحيا الآن تحت حكم وجوه نحمد الله أنه خلصنا منها. وهم الذين هبوا مرة أخرى فى يوم 8 يوليو كى يعلنوا أن حكومة شرف الأولى لم تكن على مستوى التطلعات. ولم تزل أصداء ثورتهم معنا. ولكن على المتظاهرين أن يعرفوا أن هناك «مطالب سياسية» وهناك «مطالب سيادية». ما هو «سياسى» يكفى فيه التظاهر والاعتصام، وما هو «سيادى» يحتاج لقاعدة قوى أكبر من مجرد التظاهر والاعتصام. ولولا وقوف القوات المسلحة وقطاعات متزايدة من الشعب مع مطالب الثورة بدءا من 2 فبراير (وأرجو ملاحظة التاريخ)، لما نجحت الثورة فى أن تحقق مطالبها «السيادية».
إسقاط المشير أو إسقاط المجلس العسكرى من أجل مجلس رئاسى مدنى أو غيره من المقترحات، لن يلقى دعما من الشعب أو من داخل المؤسسة العسكرية.
هل فى كلامى هذا أى تزلف للمجلس العسكرى أو للمتظاهرين؟ البعض على الجانبين يعتقد ذلك. هذا شأنهم. ولكن كلامى هذا هو ما أظنه فى مصلحة هذا الوطن الذى لا أعتقد أنه فى مصلحته على الإطلاق أن يقف بعض ثائريه فى مواجهة قيادات قواته المسلحة.
قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «والله ليتمنّ الله ــ تعالى ــ هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه.. ولكنكم تستعجلون».
أرجو عدم الاستعجال، عشنا فى المهانة لسنوات طوال، وكل يوم تكسب ثورتنا المجيدة أرضا جديدة، وكما جاء فى الأثر: «من طلب شيئا قبل أوانه، عوقب بحرمانه». ولكنكم تستعجلون.
معتز بالله عبد الفتاح