«إن الدستور معيار، بل دعامة أو رابطة، إذا فهمه الناس ووافقوا عليه أو أحبوه، أما إذا لم يُدرك أو يُفهَم ويُحَبّ، فإنه لا يعدو أن يكون طائرة من الورق التى يلهو بها الأطفال، أو فقاعة تطير فى الهواء».
جون أدامز - أحد الآباء المؤسسين للاستقلال الأمريكى
- «لا يُسأل الجهلاء لِمَ لم يتعلموا، حتى يُسأل العلماء لِمَ لم يعلِّموا».
الإمام على بن أبى طالب
- «من السخف أن يعتقد المرء أنه يمكن للتحول الاجتماعى أن يحدث فى مصر (الدولة التى يعانى ما يقرب من نصف سكانها من الفقر والأمية) من وراء ظهر القوى الاجتماعية صاحبة المصلحة الأساسية فى التغيير الاجتماعى، وهم الفقراء والأميون. يخبرنا علماء الاجتماع، كميلز وغيره، أن المثقفين يمكن أن يكونوا (محركى التغير الاجتماعى الحقيقيين) ولكن الطريقة الوحيدة التى يمكنهم من خلالها لعب هذا الدور التاريخى هى بتبنى قضايا المحرومين. ويبدو أننا فى مصر على وشك نسيان هذا الدرس الهام، حيث تستمر (النخب) فى تنظيم المؤتمرات والخروج بمبادرات لا تتبنى المطالب الحقيقية للسواد الأعظم من الشعب، بل أحياناً ما يقترحون، بوعى أو بدون وعى، مبادرات تصب فى مصلحة الحكام وتعيق مسار التطور المنشود».
الكاتبة الكبيرة منى أنيس ـ من مقالة عظيمة لها عنوانها (لكل وفقاً لتعليمه)
- «جنس، أكاذيب، عجرفة، لماذا يتصرف أصحاب النفوذ كالخنازير».
عنوان الغلاف الذى اختارته مجلة التايم الأمريكية لتغطية الفضيحة الجنسية التى ارتكبها رئيس صندوق النقد الدولى، وأعتقد أنك ستجد السؤال معبرا عن حيرتك تجاه كم الفضائح التى تتكشف يوما بعد يوم لكبار مسؤولى عهد مبارك، مع ملاحظة أن المجلة وضعت على الغلاف صورة خنزير وكتبت إلى جواره (لامؤاخذة) لكى لا تغضب الخنازير.
- «يسجل ابن الأثير فى موسوعته التاريخية (الكامل): كان الوليد بن عبد الملك صاحب بناء ويتخذ المصانع والضياع فكان الناس يلتقون فى زمانه فيسأل بعضهم بعضا عن البناء، وكان سليمان بن عبدالملك صاحب طعام ونكاح فكان الناس يسأل بعضهم بعضا عن النكاح والطعام، وكان عمر بن عبد العزيز صاحب عبادة فكان الناس يسأل بعضهم بعضا ما وِرْدك الليلة وكم تحفظ من القرآن وكم تصوم من الشهر؟...
هذه الفكرة صاغها الفيلسوف الفرنسى هلفيتيوس فى القرن الثامن عشر عندما قال إن التفاعل بين المجتمع والسلطة ذو اتجاه واحد، فالشعب لا يؤثر فى طبيعة السلطة وإنما تؤثر السلطة فى خصائص الشعب وأخلاقه، واستنتج من ذلك أن السلطة مسؤولة عن مساوئ الشعب، كما أنها مسؤولة عن محاسنه، فالسلطة التى تقوم على الابتزاز، ويتمتع أقطابها بامتيازات استثنائية لابد أن تخلف جهازاً مرتشياً، والسلطة التى تتعامل مع الشعب بطريقة فاشية، فإن جهازها لابد أن يكون فاشياً، سواء بتشكيلاته أو بالنزعة التى تسيطر على أفراده».
فى السياسة الإسلامية ـ المفكر العراقى هادى العلوى
- «إننا نعلم أن العدوان طاقة انفعالية لابد لها من منصرف ولا مناص من أن تتخذ لها هدفا تفرغ فيه شحنتها الزائدة، وفى الظروف الإجتماعية العادية يجد العدوان منصرفاً فى أنواع النميمة وتجريح الغير أو فى النكتة اللاذعة، وعندما يصل العدوان إلى درجة بالغة فى الشدة، أو عندما تتخاذل أساليب ضبطه، فإنه يميل إلى الفتك فتكاً مباشراً بمصدر النقمة، أما إذا استحال الوصول إلى مصدر النقمة فإن العدوان يلتمس هدفاً آخر يصبح بمثابة كبش الفداء، وكلنا نعرف مثل المرؤوس الذى يكظم غيظه من سوء معاملة الرؤساء حتى إذا عاد إلى بيته صب جام غضبه على أهله... يحتمل العدوان إذن النقل أى استبدال هدف بهدف، وإذا حيل بينه وبين الإفراغ فإنه لا يلبث أن يرتد نحو الذات فتفتك النفس بنفسها، وتحضرنى هنا قصة تفصح عن معنى سيكولوجى عميق، فقد اعتادت طفلة ألمانية أثناء الحرب الماضية أن تعتدى على جاراتها من الأطفال اليهود، حتى إذا صدر الأمر باعتقال جميع اليهود بمن فيهم الأطفال جعلت هذه الطفلة تبكى وتؤذى نفسها باللطم، فسألتها أمها: أتبكين رحيل هؤلاء اليهوديات التافهات فأجابت: نعم يا أماه فلم يعد لدىّ من أصب عليه جام غضبى. إنه لا سبيل إلى ضبط العدوان فضلا عن نقله إلا إذا عالجنا مصادر النقمة والحرمان الأصلية، ومعظمها - كما رأينا - ينشأ فى المحيط الداخلى.
إننى لا أشك فى أن كل من أتيح له أن يتابع شيوع مظاهر القلق والضيق لدى طلاب المدارس والجامعات المصرية فى السنوات العشر الأخيرة قد أدرك أن هذه الظواهر تتصل اتصالاً وثيقاً بأحوال الأسرة المصرية ونماذج التربية فيها، لابد لنا إذن من دراسة تفصيلية لأحوال الأسرة وتحديد مدى ما تخلفه فى نفوس الناشئة من الافتقار إلى الأمن، ومبلغ قابلية الفرد فى المجتمع المصرى لاحتمال أسباب الحرمان التى لا مفر منها، ومدى ما زودته التربية فى الأسرة بأدوات معالجة الحرمان معالجة وشيجة.
وأخيراً يجب أن نذكر أن مظاهر العدوان والكراهية والنقمة لدى المرضى العصابيين تقل كثيراً بعد علاج نفسى ناجح، ويحل محلها شعور بالتسامح، مما يدل على إمكان علاج مظاهر التعصب، وهى فى نهاية الأمر مظهر للصراع وما يتضمنه من عدوان وكراهية. والخلاصة أنه يجب أن تخضع ظاهرة التعصب وغيرها من الظواهر الاجتماعية للأسلوب العلمى فى وصفها وتحليلها وتعليلها، إذ إن الأسلوب العلمى يتضمن بطبيعته الموقف الموضوعى الذى يتجرد إلى أقصى حد مستطاع من تأثير الأهواء والدوافع الذاتية المغرضة، وبالتالى فهو خير سبيل إلى تحقيق التسامح».
الفقرات السابقة مقتطفات من محاضرة بديعة بعنوان (سيكولوجية التعصب) وهى جزء من كتاب مقالات فى النفس لعالم النفس المصرى والعالمى الكبير الدكتور مصطفى زيور، ويهمنى أن تعرف أن هذه المحاضرة ألقيت فى ١٠ فبراير ١٩٥٢ بدار الحكمة تحت إشراف الجمعية المصرية للصحة العقلية وكان يعلق فى تلك المحاضرة على حادث الاعتداء على كنيسة بالسويس، معتبراً أن ذلك يمثل رد فعل عدوانياً مرتبطاً بأحداث حريق القاهرة، وأعتقد أنك بعد أن عرفت تاريخ إلقاء المحاضرة ستعيد قراءة المقتطف من جديد وأتركك لحوار معها ومع نفسك إذا كنت من أنصار مذهب «عمرنا ما كنا كده».
- «كل ما أريده هو أن يكون لى ذاكرة، لا تعرف الصفح أو النسيان، ذاكرة لا تقبل العزاء. المصيبة الكبرى أننا ننسى، هل ننسى لأن الحياة مع الذاكرة الواضحة الحية مستحيلة، أم أن النسيان عملية تحايل رخيص لنحصل على المتع السريعة التى تقضيها لنا لحظات حياتنا المفككة؟ البشر ينسى والأمم تنسى، الإنسان المتحضر هو من يبقى تاريخه حياً. الأمم المتحضرة هى التى لا تدفن تاريخها ولا تكرر مآسيها. يقول كاتب كوبى يصف حال شعبه كواحد من شعوب العالم الثالث: نحن لا نعرف المدنية لأن التمدن هو القدرة على ربط الأشياء بعضها ببعض، دون إهمال شىء أو نسيان شىء، إننا ننسى الماضى بسهولة وننغمس كثيرا فى الحاضر».
مقتطف من كتاب (وقفة قبل المنحدر) لأستاذى وشيخى الروائى الكبير علاء الديب
- «من هفوة أو كلمة هايفة نِتحِمِق ونقوم.. نِسبّ ونِدبّ ويدور العراك بالشوم.. وكل محموق وله فرقة تقوم بهجوم.. من قبل ما تعرف الظالم من المظلوم.. ومنين نشوف العدل ولاّ السفينة تعوم.. مادمنا فوق قلبها قاعدين لبعض خصوم.. تضحك علينا الحدادى فى السما والبوم».
عمنا بيرم التونسى، رحمه الله، ورحمنا من الاستشهاد بأبياته التى تبدو كأنها مكتوبة لأيامنا هذه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.