كانت مفاجأة أن أقابل هذه الصحفية الشقراء بالذات فى هذا الوقت فقد كنت منشغلا بتجهيز شقة أخرى للأسرة فى ذلك البلد الأجنبى فلقد استقرت بنا سفينة الحياة فى هذا البلد انفصلنا عن ماضينا ,عن ذكرياتنا وعن أهلنا
جاءت للمؤسسة التى أعمل بها لتنهى بعض الأوراق وحدثت مشكلة وكان لى الفضل فى حلها ومن هنا بدأت القصة فلقد أبدت امتنانها وسعادتها بأنى أنهيت لها تلك المشكلة ووفرت لها الكثير من العناء ولم تنس أن تعلق بقولها ليت كل الأشخاص المتدينين أو الملتزمين مثلك وتركت لى الكارت الخاص بها وبه رقم تليفونها بعد أن أخبرتنى بأنها صحفية فى إحدى الصحف الخاصة وأنها تعيش مع والدتها فى العاصمة وحدهما بعد انفصال والديها مما أثر فيها كثيرا فلقد كان أيضا ملتزما ولكن حسب عقيدتهم ولكن سرعان ما تركهم من اجل امرأة اخرى, طبعا ولذلك فرغم كونها صحفية وعادة ما تتعرض للأحداث السياسية والاجتماعية لمعظم بلاد العالم ومنها المنطقة العربية ورغم أنها تجد دائما التيار يسير باتجاه مضاد لكل ماهو محافظ كالأصوليين واليمينيين وغيرهم إلا أنها لم تنجرف لهذا التيار وحافظت على اعتقادها بتميز هذه الفئة عن غيرها وان لم تستطع إبداء ذلك فى مقالاتها ولكن ها هى فرصة جديدة سنحت لها وتمثلت فى شخصى لتبدى رأيها بكل شجاعة وكثير من الود
وقبل أن تنطلق أكدت على أنها على استعداد لتقديم يد العون فى أى شء يخصنى وأنها بانتظار المكالمة التليفونية فى أى وقت
انتهى الحوار وأنا مشدوه ومرتبك واكتفيت ببعض الايماءات حتى ينتهى الموقف ,بعدها أحسست اننى كنت كالأبله بصمتى وايماءاتى حتى اننى لم انتهز الفرصة لادافع عن قضايانا الدينية والاجتماعية أمام هذه الصحفية رغم كونها شقراء ومتميزة بلباقتها وحسن ادارتها للحوار بافتراض انه كان حوارا
حان الوقت للانصراف للمنزل ولم أدرى كيف أدرت محرك السيارة وكم اخذت من الوقت فى هذا اليوم لأصل للبيت نعم نفس البيت الذى نسكنه وما أن دخلت البيت واستقبلتنى زوجتى لتأخذ معطفى المبلل ببعض قطرات المطر وجاء الأبناء ليستقبلوننى ويسألونى عما أحضرته معى ولأول مرة أنسى الحلوى للصغار وبعض القصص المترجمة التى تقع يداى عليها فاعتذرت بضغط العمل اليوم وأسرعت زوجتى لتلطف الأمر وتلتمس العذر واعدة اياهم باحضار تلك الأشياء فى الغد وعليهم أن ينطلقوا للفراش الآن فألقوا تحية النوم وانصرفوا والحسرة فى أعينهم بفقدان هدية المساء التى لم تفقد منذ زمن وخاصة ابنى الأصغر الذى كان دائما يشكرنى ويطبع قبلة رائعه على جبينى, ولم يعلموا أو يفكروا أبدا بأنها الصحفية الشقراء!!!1
استدرت لزوجتى التى كانت تنظر بقلق وهى تخمن بوجود مشكلة ولكن قادتنى بلطف لغرفة العشاء حيث الطاولة مرصوص عليها الجبن والزيتون وثمار الفاكهة بطريقتها الانيقة المعهودة وبدأت فى ادارة الحوار:
ماذا بك يا زوجى العزيز فأنا أظن أن هناك مشكلة ما إن لم أكن مخطئة؟
أنا: مشكلة؟؟ لا أبدا ولكن كما ذكرت انه ضغط العمل اليوم ومعذرة على نسيان هدايا الأطفال
هى: لا عليك هيا تناول العشاء ولتذهب لتسترح من عناء هذا اليوم
أنا : شكرا لك وللطفك
اليوم التالى:تنتهى نفس مراسم الصباح من الاستعداد للذهاب للعمل وزوجتى تسير معى لباب المنزل وتساعدنى فى ارتداء المعطف فأسرع بارتدائه وأنا أفتح الباب فتنادينى زوجتى مهلا مهلا لقد وقع شئ من معطفك فأنظر فاذا به كارت الصحفية الشقراء فأحس باضطراب ولكنى أسرع بالتقاطه بسرعه قبل أن تصل يد زوجتى له رغم علمى انها بأدبها لن تنظر فيه ولكن الاحتياط واجب وبالرغم أنها ان رأته لن تعرف من صاحبة الكارت فهو مجرد كارت عمل لا يدل على أن صاحبته هذه الشقراء ذات الثلاثة وعشرين ربيعا!!!1
أنطلق حيث تقع المؤسسة فى الشارع المركزى وأعبر سريعا متخلصا من الزحام لأصعد لمكتبى وأخلع المعطف وأمسك بالكارت حتى لا يقع مرة أخرى وانظر اليه باستغراب ولماذا أحتفظ بكارت هذه الصحفية؟؟ من يحتاج لمن انها مجرد عميلة وهل سآخذ رقم تليفون كل عميل أو عميلة؟؟ انه شئ غريب حقا سألقى به حتى أتخلص من هذا الصداع ولكن ومالمانع أن أحتفظ به لفترة فصاحبته صحفية ودعك من أنها شقراء وعشرينية ولكنها تعمل بالاعلام وممكن أن تخدم قضايانا كثيرا فلا داعى لهذا الانغلاق على النفس بما يضر مصالح الامه؟؟؟ نعم معك حق لا بأس من الاحتفاظ بالرقم على ألا تكون المبادرة منى ولندع الوقت يثبت أو ينفى كل شئ
أمضى باقى اليوم ككل يوم بعد أن حسمت مشكلة الكارت وأنهى عملى مساء وأذهب لشراء هدايا المساء وأصل للمنزل وأضغط على جرس الباب ويتكرر المشهد ولكن ليس بنفس خيبة أمل البارحة فتنفرج أسارير زوجتى لما رأت وجهى المعهود والأبناء لما وجدوا أن خطأ البارحة كان شيئا عارضا وتكتمل نفس الطقوس المسائية فى جو عائلى دافىء
واذهب مع زوجتى لطاولة العشاء وتثنى على أنى قد تخلصت من ضغط عمل البارحة ولم تعلم أننى بالفعل فعلت ذلك بحسم مشكلة الكارت
مرت أيام على هذا الحال واذا بالهاتف يعلن عن المكالمة التى لم أدرى هل كنت أنتظرها أم لا فلقد سجلت الرقم رغم احتفاظى بالكارت اللعين
أرد فاذا بالصحفية الشقراء تبدأ الحوار وكأننا أصدقاء منذ سنوات وتعتب على أننى لم أتصل بها حتى للاطمئنان عليها ولكن لا توجد مشكلة فهى تعلم كم انا مشغول ولذلك بادرت هى بالاتصال ودعتنى لقبول دعوة العشاء فى أحد المطاعم التى تطل على النهر الذى يخترق المدينة من الجنوب للشمال ويقع على ربوة عالية تكشف معظم معالم المدينة فأصبت بالدهشة والارتباك وتلعثمت ولكنها أنهت الامر بشدة وبلطف أنها ستنتظرنى فى الساغة التاسعه مساء أنتهت المكالمة وأنا أتلفت حولى ماذا حدث ؟؟ ان االانسان الملتزم أذهب لأقابل اجنبية وشقراء وخارج مكان العمل؟؟؟ يا ويلى
لكن انتظر أنا لم أطلب ذلك لقد احتفظت بالكارت فقط ولم أحاول أن اتصل بها رغم أنها من الممكن أن تخدم قضايا الأمه نعم قضايا الأمة, ثم اننى فى اليوم التالى مباشرة أحضرت الهدايا للأبناء وتناولت العشاء مع زوجتى وكأن شيئا لم يكن فلا حرج من الذهاب لأتعرف عليها ومناقشتها ثم أنه لاخوف فأنا كنت دوما الانسان الملتزم الذى لم ينظر لأجنبية قط فلاداعى للتشدد والتخوف من كل شئ
جاء الموعد وكنت قد رتبت نفسى منذ الصباح حيث أننى ساخرج من العمل للقاء مباشرة فارتديت بدلة انيقة وليست المعتادة وحرصت على ضبط شعرى ووضع عطر مميز فانا الملتزم ولا خوف
دخلت الى المطعم وذهبت للطاولةالمتفق عليها وكان من الطبيعى ان تأتى هى متأخرة بدقائق وبمجرد أن رأيتها تقترب من الطاولة أصبت بحالة من الارتباك أو الاعياء سرعان ما تغلبت هى على الموقف بالقائها السلام بلكنتها الغربية وهى تبتسم ابتسامة عريضة فيها شئ من الاعتذار للتأخر بضع دقائق وكأنها لم تكن مقصودة وأشرت لها بالجلوس بابتسامة تنفى واقعة التأخير
بدأت هى فى الحديث بسؤالى عن أخبارى وعن العمل فى الشركة فوجدتنى أسارع بالاجابة حتى لا أتركها تاخذ بدفة اللقاء كما أتوقع منها فأنا أعلم أنها صحفية وواجبى أن أعرض عليها بعض المواضيع التى تهم أمتنا فغذا هو هدف اللقاء والا لماذا يأتى انسان من المفترض أنه ملتزم لهذا المكان الرومانسى مع هذه العشرينية الشقراء؟؟؟
ثم بدأت تسألنى عن الأسرة ومتى تزوجت وعلقت باننا نحرص فى مجتمعاتنا على الارتباط مبكرا واقامة الأسرة وهذا شئ رائع يفتقدونه فى مجتمعهم الأوروبى تتمنى أن تعيشه ثم صمتت وهى تنظر نظرة تغلب عليها الحيرة وملأتنى أيضا بالحيرة ثم التفتت لتخفى بعض الدموع التى حاولت الفرار من عينيها ولكنها منعتها بشدة لتعود للحوار بابتسامة أخرى ولكن بطريقة مختلفة لتسألنى عن خططى المستقبلية فى هذا البلد فذكرت لها أنها مرتبطة بتأمين مستقبل أسرتى حيث أنها مهمتى المقدسة ثم انتقلت لتسألنى عن زوجتى فظننته سوآلا عابرا لكنهااستفاضت فى السؤال عنها وكنت دوما أذكر لها محاسن زوجتى ومواقفها الرائعه معى واننى مدين لها بنجاحى وبحياتى فكانت تبتلع ريقها وتستند للخلف وتأخذ نفسا عميقا وكأنها تحاول ان تتخلص من فكرة تطاردها وأنا أتكلم بعفوية الى أن استشعرت ضيقها وابتسامتها المصطنعه بالحديث عن زوجتى فاختصرت وحاولت الانصراف لموضوع آخر فسألتها عن نظرتها الشخصية لنا كثقافة وطباع مختلفة ووجدتها فرصة لتحقيق هدفى من اللقاء فردت بأنها تشعر أن مجتمعاتنا مظلومة سواء بالتشهير الاعلامى المستمر وحملات التضليل وأيضا المخططات الاستعمارية للاستفادة من ثروات بلادنا والصورة الخاطئه عن حقوق المرأة عندنا, فوجدتنى أنفعل معبرا عن امتنانى لهذا لكلام الذى يخرج بدون ضغط من انسانة تعيش فى المجتمع الغربى الذى لا يترك فرصة لمهاجمتنا الا واقتنصها فشكرت لها وقوفها مع الحق وادراكها للحقيقة التى قد تلتبس على الكثيرين
ثم سألتنى عما اذا كنت أصنف من الأصوليين فى بلادنا فذكرت لها الواقع من اضطهاد من اجهزة الأمن تماما كما يحدث فى بلادكم فتعجبت وبدأت فى الحديث عنى بأنها قد استشعرت بعض الخوف منى فى اللقاء الاول فى المؤسسة وأحست بأننى سوف أعرقل لها الأمور وقد أنهرها أو أرفض الحوار معها ولكنها فوجئت بالنقيض تماما من حسن المعاملة والبشاشة الجمة ولطف الحديث فلقد غيرت رأيها فيمن يصنفونهم أصوليين او عفوا ارهابيين وكم تمنت لو تلتقى بى فى لقاء موسع كهذا منذ اللحظة التى تركتنى فيها أول مرة
فوجدتنى اتصبب عرقا شاكرا لها حسن ظنها
جاء العشاء لينقذنى من مأزق الاستمرار فى هذا الموقف ولكنها لم يبدو أنها اهتمت بموضوع العشاء أو النادل الذى لم يستمر الا للحظات ثم انصرف لتعود وبسرعه لتسألنى عن رأيى فى كونها تقضى يومها فى العمل والرجوع للحديث مع والدتها مساء بالاضافة الى بعض الاتصالات التليفونية المملة؟؟ فسألتها عما اذا كان تقدم أحد لخطبتها؟؟ فقالت لقد حدث ذلك عدة مرات وظنت انه حب حقيقى ولكن كانت تدرك فى كل مرة انها مجرد نزوة وكأنها مراهقة وأنه ليس حبا حقيقيا كما نعيشه نحن فى مجتمعاتنا؟؟فأصابتنى الدهشة فرددت سريعا أى حب نعيشه فى مجتمعاتنا؟؟ فنحن نعيش فى مجتمع محافظ لحد كبير بالعكس أنتم لديكم الحرية سواء الدينية او الاجتماعية لتحقيق ذلك؟؟
فعلقت بأنه رغما عن مجتمعاتنا العربية المحافظة الا ان لديكم مشاعر رقيقة لا تغلب عليها المادية ولديكم القدرة على التعبير عنها بقوة ولذلك فالأسرة عندكم لها كثير من الدعائم التى تحميهاو وكذلك دينكم فأنا قرأت عنه منذ فترة وبالذات بعد ان التقيتك وكم أنا معجبة بالدخول فيه
وبالنسبة لى الخوف من الارتباط ثم التعرض لانهيار الأسرة فان ذلك سيسبب لى صدمة كبرى قد لا أستطيع أن أفيق منها
فذكرت لها ألا تدع الأوهام تطاردها وتضع بينها وبين الحياة حاجزا فهى فى مقتبل العمر ولابد أن تحياها بأفضل طريقة !!وأن فكرة دخولها فى ديننا هى نقطة تحول ستهب لها الخلاص الحقيقى من كل مايؤرقها واستفضت فى الحديث عن مبادىء ديننا وما يحمله من نظام للدنيا والآخرة وهى تستمع بشغف وتشوق وأكدت على مساندتى لها فى ذلك1
لحظات من الصمت كنت أخمن الموقف التالى ولكن كانت تباغتنى بنظراتها التى أصابتنى بالحيرة والاضطراب مرة أخرى فنظرت للساعه ولا حظت ذلك فاعتذرت عن تسببها فى تأخيرى وسألتنى ان كنت مرتبطا بموعد آخر فأجبت على الفور بأننى مرتبط بالمنزل لاحضار هدايا المساء لأبنائى وان زوجتى لا تطمئن او تخلد للنوم الا اذا اطمئنت أنى عدت للمنزل
فأحسست بأنى زدت من آلامها ولكنها أخفت ذلك بقولها أنتما محظوظان فهى أسرة سعيده فعلا ثم أمسكت بحقيبتها معلنة استعدادها للانصراف فانتابتنى مشاعر مختلفة بضرورة الانصراف الى المنزل حيث الأسرة تنتظرنى أو الاستمرار فى الحديث مع هذه الصحفية فأظننى قد قطعت شوطا جيدا فى التعرف على فكرها ودعوتها وأننى قد عكست لها صورة طيبة عن ديننا وعن الرجل الملتزم فى مجتمعاتنا!!!1
هممنا بالانصراف فشكرتنى على هذه الفرصة الرائعه وأننا لابد ان نلتقى فى أسرع وقت عندما تسنح الفرصة وانصرف كل منا فى طريقه
وصلت للمنزل وفوجئت بعدما فتحت زوجتى الباب أننى قد نسيت هدايا المساء مر ةأخرى فظهر ذلك جليا على وجه الصغار خاصة ابنى الأصغر الذى لم يأتى لطبع قبلته المعهودة على جبينى كما أنى استشعرت بالقلق وخيبة الأمل على وجه زوجتى عكس المرة السابقة فأن مهندم ومتأنق اليوم بشكل ملفت للنظر ورائحة العطر كل ذلك لا يدل على انهماكى فى العمل هذه المرة فأحسست بالحرج وأحسست بأنى محاصرأو متهم لابد أن بجد حجة مقنعة هذه المرة فتلعثمت قليلا ثم ذكرت أنه كان عشاء عمل مع بعض الشخصيات الهامة والتى يجب ان نكون موجودين بها وهذا ما أنسانى هدايا المساء كانت الكلمات تخرج من فمى متبعثرة ووجهى ينتقل من لون لآخر فاللقاء كان مع الشقراء ولم يكن مع شخصيات العمل الهامة
انتهى الموقف وعرضت زوجتى ان تضع طعام العشاء مرة أخرى بعد ان أدخلته بالثلاجة لكنى شكرتها معلقا باننا تناولنا عشاء العمبل بالفعل فقالت حسنا تصبح على خير
ذهبت لأخلد للنوم لأهرب من هذا المساء الشرس الذى حملنى مالا أطيق
فى الصباح انطلقت للعمل وكانت المفاجأة أن أجد الصحفية الشقراء تجلس عندى فى المكتب وكعادتها تخطت لحظة الاندهاش بتقدمتها أنها تعلم ان مجيئها كان مفاجئا ولكنها كانت لابد أن تأتى لتحدثنى فى أمر هام ومصيرى
فتماسكت ونفيت انزعاجى بمقدمها وسألتها عن هذا الامر فقالت أنها تريد أن نرتبط ان لم يكن لدى مانع فهى تبحث عن الأمان وعن دفء الأسرة وأننى لم اطاردها لأحصل على اقامة بهذا البلد أو من أجل جمالها كشاب مراهق وانها ستجد سعادتها معى
أصبت بوجوم شديد وانعقد لسانى وظهر ذلك على وجهى الذى هربت منه الدماء ولكنها أخذت تعدد فى مآثرى وأخلاقى الدمثة وأننى كانسان ملتزم أمنية لكل امرأة ترغب فى حياة تملؤها السعادة والحب والأمان
وأنها لن تكون عبئا ماديا بالنسبة لى فهى تعمل ولديها منزلها وهى تعلم ان لى أسرة على أن أرعاها وألا أنتقص من حقها شيئا ,ظللت مذهولا ولا أقوى على الرد وأدركت هى ذلك فهمت بالانصراف وتركت لى وقتا للرد
عدت الى البيت ذلك اليوم واجما ولم أتذكر هدية المساء ولعله كان عن عمد واستلقيت على الأريكة بدون حراك وبعد أن نام الاطفال جاءت زوجتى وهى تبتسم بلطف فلقد أحست بأن شيئا ما قد ألم بى فلم تأتى معاتبة او غاضبة فقالت: ماذا حدث يا زوجى العزيز؟؟لا تحاول ان تخفى ما بداخلك أنا متأكده أن امرا ما يؤرقك
رددت: بالفعل أنا اليوم مضطرب
زوجتى: خيرا ان شاء الله أخبرنى لعلك تجد الحل لدى اولا تثق فى حكمة زوجتك؟؟
أنا : لو تعلمين انك الوحيدة التى قد لا تستطيعن أن تحلى هذا الامر
زوجتى باستغراب: ماذا؟ ألهذه الدرجة لا تثق برأيى؟؟ شكرا جزيلا
أنا : أرجوك لا تحملينى فوق طاقتى أنا لم أقصد ذلك عذرا
زوجتى: لا عليك اذن أخبرنى ما الأمر؟؟
أنا: زوجتى الحبيبة تعلمين كم أحببتك وكم أحببت أبنائى وأننى دوما كنت الزوج المخلص لك, تقاطعنى الزوجة: مهلا مهلا وما الداعى لهذا الكلام فأنت لست بحاجة لتوضيح ذلك فأنا لم أشك منك قط!!!1
أنا: أرجوك دعينى أكمل لك , وـتعلمين أننى لم أرتكب مخالفة شرعية من قبل أو أقوم بشئ يسئ لى أو لكم
زوجتى: طبعا ولكن هذا الكلام أصبح يبعث الخوف فى نفسى , هل فعلت شيئا وأنت نادم عليه؟؟
أنا : لا ولكنى أخشى من عمل أنوى القيام به!!1
زوجتى : ماذا؟؟ وماهو؟؟
أنا : هناك امرأة تريد ان تتزوجنى نعم هو كذلك بدون لف أو دوران
ثوان يتبدل فيها حال زوجتى ولكن تسبقها الدموع وهى تنهمر بشدة تمنعها من الكلام ولكنها تهوى على الأريكة وأنفاسها تخرج بصعوبة ماذا تقول؟؟ أنت تتزوج امرأة أخرى؟؟
أنا : صدقينى أنا لم أسع لذلك واين سأنظر لأمرأة اخرى ولو كنت سأنظر فما الذى أخرنى كل هذا الوقت؟؟ ألا تعلمى انى انسان ملتزم؟؟
زوجتى: فعلا ملتزم جدا وأين وجدتها هذه المراة على باب الجامع؟؟؟ أم فى صلاة القيام يا زوجى الملتزم؟؟
أنا : أرجوك كفى سخرية فالأمر جد شديد هى صحفية أتت لتنجز بعض الأعمال وكانت تتوجس خيفة منى واعتقدت أنى متطرف ولكنها وجدت غير ذلك ودفعها ذلك للسؤال عن معتقداتنا وعاداتنا وانا كنت اتحدث معها رغبة فى أن تكون وسيلة للدفاع عن قضايا بلادنا الضائعة فى هذه المجتمعات ولتحسين صورتنا أمام هذا الاعالم الغربى الشرس!!1
زوجتى:وما الذى اتى بموضوع الزواج؟؟
أنا: هى أرادت أن تتحول الى ديننا وعلمت انه مباح لنا التعدد وأن تنشئ أسرة متدينة بدلا من حياة الضياع التى تحياها هنا
زوجتى: وطبعا وجدت ضالتها المنشودة فيك ,أتمنى لوكان حدث ذلك فى بلدنا لقامت المظاهرات لارجاعها لدينها ولما تجرأت أن تجاريها فى هذا الأمر؟؟؟
أنا: انا لم أطلب محرما وانما هو شرع الله
زوجتى: نعم شرع الله ان تغيب عن منزلك وتنسى هدايا أطفالك لتذهب لتقابل اجنبية والله اعلم اين كنت تقابلها
أنا : ارجوك كفى انه مكان عام
زوجتى : اعلم فهو عشاء العمل أليس كذلك؟
أنا: ليس مهما الآن أن نناقش ذلك فأنا قررت أن أرتبط بها على ألا أقصر فى حقك انت والأولاد
زوجتى: اذا فالانفصال هو الحل فأنا لن أقبل بضرة لى
سانزل الى بلدنا مع الابناء وساخبرهم أنه أمر اضطرارى وانك لن تستطيع النزول معنا هذا العام الى أن أجد طريقة لتوصيل الامر لهم
أنا : وهل بعد هذه السنين والحب تتركيننى؟؟
زوجتى انا لم أتركك ولكنك انت الذى اخترت طريقك
أنا: انه شرع الله
هى: ويل للمصلين
أنا: اذا لك ما أردت
تنصرف الزوجة لتحضير أوراقها وحاجياتها وأدخل لغرفتى مسرعا وأذهب فى سبات عميق
ضوء يأتى من النافذة ويد تحرك كتفى وبعض قطرات الماء تنساب على وجهى فأفتح عيناى, ماهذا ما هذا؟
زوجتى تضحك والأبناء ملتفون حولى يضعون أيديهم على أفواههم يكتمون ضحكاتهم والصغير يمسك بجهاز التسجيل
أنا : ما ذا حدث من أنتم؟؟ من أنتم؟؟
زوجتى: لا عليك يا عزيزى فبعد أن ارتفعت درجة حرارتك البارحة وأعطيتك الدواء ذهبت فى نوم عميق فتركتك حتى تستريح واليوم الجمعه وموعدنا للذهاب الى حديقة الحيوان ولم يصبر الابناء فجاءوا ليطمئنوا على صحتك وعلى الرحلة ايضا فجئنا فوجدناك تتحدث بكلمات غير مفهومة وتكشر أحيانا وتضحك أحيانا اخرى لابد أنها هلوسة الحمى
أنا: حقا هذا كان حلما ؟ ولكن ماذا قلت؟؟
الأبناء يضحكون
زوجتى: لا عليك لن نحاسبك على شئ
انا : تحاسبوننى؟؟ ماذا ؟؟ ماذا تقصدين؟
زوجتى وهى تضحك:: لاشئ صدقنى مجرد كلمات غير مفهومة مثل الغرب وأنا ملتزم والكارت
أنا : الكارت؟؟ أنا ذكرت لك ؟؟اأنا؟؟ انه حقا حلم غريب
زوجتى تجس جبهتى وتضع الترمومتر وتحمد الله أننى تحسنت تماما
الأبناء: اذا أبى هيا نستعد للرحلة
أنا : طالما انه كان حلما فأنا جاهز لكل شئ وأنادى زوجتى من فضلك جهزى لى ملابس الخروج
وعلى الباب زوجتى تنادى خذ معطفك فاليوم يبدو مليئا بالغيوم وقد تمطر فأستحسن ذلك وأهم لآخذه منها فيقع شئ منه قتقول زوجتى لقد وقع شئ من معطفك أمام الباب أذهب لألتقطه بسرعه وزوجتى تستعد لغلق الباب
أنظر فاذا به كارت مدون به اسم الصحفية الشقراء!!!!
تمت
طبعا لمن تسول له نفسه أن يلصق بى القصة كالعادة فهذه هى الأدلة على براءتى:؛
-القصة تدور فى بلد فيه نهر يخترق المدينة من الجنوب للشمال
-امرأة صحفية وشقراء كمان
الابن فى القصة ولد(د/عمرو لديه 3 بنات)يعنى نقرأالقصة من سكات وجزاكم الله خيرا-