محمد البرعى شخصيات عامة
تاريخ التسجيل : 19/03/2011 عدد المساهمات : 302 الجنس : التقييم : 4 العمر : 54 الأوسمة : :
| موضوع: بطحة محمود سعد !!!!! الإثنين فبراير 13, 2012 2:26 am | |
| جمال سلطان | 11-02-2012 جريدة المصريون
بعض مقدمى البرامج الفضائية يعانون من عقدة مزمنة هذه الأيام، وبطحة يتحسسونها على رؤوسهم بصفة مستمرة، وهى اتهامهم بأنهم "فلول" نظرًا لارتباطهم الوثيق بنظام مبارك ورجاله وأعمدته خاصة فى الإعلام الرسمى، الذى كان يشرف عليه منظومة أمنية وحزبية صارمة لا ينفذ منها إلا من وثقت "العصابة" فى أنه صحيح الولاء ووافر التبعية، وبعض هؤلاء "الفلول" أفلتوا من مقصلة التطهير بعد أن قفزوا من المركب فى الأيام الأخيرة لسقوط الطاغية، لمعرفتهم أن بقاءهم تلك الأيام سيحولهم إلى غرقى مع الديكتاتور ومنظومته وربما تعرضوا للملاحقة أو السجن أو الهرب خارج البلاد، هؤلاء الإعلاميون يحاولون الآن أن يغالوا فى الظهور بالولاء للثورة والمزايدة عليها واصطناع أقصى قدر من التهييج والتحريض لكى يثبتوا للرأى العام أنهم لم يعودوا فلولا أو لم يكونوا فلولا.
ربما كان زميلنا "محمود سعد" نموذجا عالى الوضوح فى تلك الظاهرة، ومحمود إعلامى احترافى بالأساس، غير معنى بقضية أو رسالة أو قيمة، يعمل مع من يجد مصلحته الشخصية معه، أيا كان اتجاهه السياسى وأيا كان اتجاهه الدينى وأيا كان اتجاهه الأخلاقى، من يدفع أكثر يحصل على خدماتى، فقد عمل محمود فى الصحافة الفنية لتغطية أخبار الممثلات والراقصات والفضائح لفرفشة الناس وحقق نجاحًا معقولا، لكن هذا لم يمنعه من أن يعمل مع "المشايخ" فى قنوات دينية ويقدم برامج "دينية" ليعظ الناس باليوم الآخر والجنة والنار، طالما أن صاحب "الدكان" يدفع له أكثر أو يدفع له ما يرضيه، وعمل محمود أيضًا مع نظام مبارك و"اشتغل" تحت عباءة أنس الفقى، الذى اختاره بإصرار وزكاه حسن عبد الرحمن مدير مباحث أمن الدولة، بوصفه شخصية مضمونة الولاء، ولا تمثل أى خصومة مع النظام ولا تهدد النظام بأى صورة أو أى درجة، وخدم محمود فى تليفزيون مبارك عدة سنوات طالما كان "النظام" يدفع له أكثر، وقد علمنا من حواره العلنى مع أنس الفقى قبل السقوط مباشرة وقبل قفز محمود من المركب، أنه كان يتقاضى تسعة ملايين جنيه فى العام الواحد، أى أن نظام مبارك دفع لمحمود سعد ما يقرب من ثلاثين مليون جنيه خلال الفترة التى عمل فيها ضمن مجموعة أنس الفقى وحوارييه، وبعد الثورة بدأ محمود يتحسس طريقه أو طريق جيبه بالحقيقة، فذهب إلى قناة "التحرير" التى ظهرت بشكل سريع ومفاجئ، والتى كانت تنفق ببذخ شديد وقتها وتقدم نفسها كلسان حال الثورة والثوار، لا بأس، طالما أنهم يدفعون جيدًا والتجربة الجديدة تساعده على تطهير "البطحة" فوق رأسه، لكن الثورة فتحت المجال أمام "شهوة" الحضور الإعلامى ودخل "فلول" فى العملية على نطاق واسع، لأنهم هم الذين يملكون الثروات التى اكتنزوها من عصر مبارك وعصابته، فظهرت قنوات جديد تدفع أكثر، فترك محمود قناة التحرير بهدوء وانتقل إلى "دكانة" محمد الأمين الجديدة "النهار"، وحاول محمود أن يفسر سبب تركه "التحرير" بأنه خلاف إدارى مع قناة التحرير، لكن محمود الذى لم يترك أى عمل من قبل لخلاف إدارى ولا سياسى ولا أخلاقى، لم يستطع أن يقنع الناس بأن الخلاف لم يكن "مالى".
من حق زميلنا محمود سعد أن يبحث عن "أكل عيشه" فى أى مكان بالصورة التى يراها، وطبيعى أن يبحث عمن يدفع له أكثر، لكن الذى ليس من حقه أن يعيش دور "الثورجى" والمحرض على الغضب الجماهيرى والمهيج للشباب لمحاصرة وزارة الداخلية أو وزارة الدفاع أو الحديث عن ضرورة نقل السلطة فورًا أو القصاص للشهداء ونحو ذلك من "الكلام الكبير"،... بصراحة، واسعة يا محمود. | |
|