الأزهر للمصريين: لا تستمعوا لدعاة الهدم وتعطيل العمل
طالب الأزهر الشريف الشعب المصري بعدم تعطيل العمل ساعة واحدة، والتمسك بأداء واجباتهم نحو أنفسهم وأهليهم، ونحو وطنهم ومواطنيهم في كل حين، وفي هذه الأيام خاصة التي تعرَّض فيها الاقتصاد المصري لهزة مؤقتة سوف يجتازها بعون الله، ثم بجهودهم لا بجهود غيرهم.
ودعا في بيان الشعب بعدم تشميت أعداء الأمة فيهم، وعدم خذلان الصديق، وكفى ما تحملناه من أعباء؛ حيث إن هناك مَن يريد لهذا الوطن الركوع والاستخذاء، فلا تستمعوا لدعاة الهدم وتعطيل العمل، من بعض المغرر بهم أو الأدعياء، الذين ينادونكم للتوقف عن العمل، وخذلان الأمل في أي يوم من الأيام.
وطالب الشعب بكلِّ قواه وأطيافه بالعمل لإنقاذ مصر وثورتها المجيدة، وإن وصلت ساعات العمل إلى 24 ساعة يوميًّا؛ استجابًة لداعي المروءة والدين والوطن؛ لأن البديل هو الركوع والهزيمة والاستجداء، ومدّ اليد للأعداء، ولن يكون ذلك أبدًا بإذن الله ناصر المؤمنين.
وأوضح أن قيمة العمل في الإسلام عالية رفيعة، وإذا كان القرآن الكريم قد رفع مكانة العلم وأهله مكانًا عليًّا
(يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) (المجادلة: من الآية 11)، فقد ربطه بالعمل
(فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) (التوبة: من الآية 122).
وقال الأزهر ولا يكاد يُذكر الإيمان في القرآن إلا مقرونًا بالعمل الصالح النافع للناس أجمعين
(وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)) (العصر)، حتى أدخله جمهور علمائنا في مفهوم الإيمان الكامل الذي هو أساس السعادة في الدنيا والنجاة في الآخرة؛ وكفى أن الله تعالى في معظم آيات الكتاب قرن العمل بالإيمان والعقيدة، وصدق رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "ليس الإيمان بالتمني، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل".
وأوضح أنه قد بلغت عناية السنَّة النبوية المشرفة بالعمل بأن أوصى النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: "إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة- أي أصل شجرة- فليغرسها" مع أنه لن يأكل منها بل لن يأكل أحد منها بعد القيامة، ولكن أن نغادر هذه الأرض وقد عمرناها هو واجبنا كما أمرنا الله
(هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا) (هود: من الآية 61). وأضاف: واجب المؤمن في هذه الحياة ثلاثة أمور: عبادة الله
(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)) (الذاريات)، والقيادة ولو لأهل بيته وأسرته "كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته" ثم العمل لعمارة هذا العالم الذي استخلفنا الله فيه، وسخر لنا قواه في الأرض والسماء، وصدق الله العظيم:
(وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ) (الجاثية: الآية 13)؛ العبادة والقيادة والعمل- أيها الإخوة- هي فريضتنا في هذه الحياة الدنيا؛ لكي نلقى ربنا راجين الجزاء منه في الآخرة
(فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ () (الزلزلة).