..مصري يكتشف علاجاً لسم العقرب من "حبه القمح" الدستور
يمثل سم العقرب مصدر فزع كبير حيث انها تستخدم السم لتخدير فرائسها وللدفاع عن نفسها وتعتبر العقرب السوداء من أكثرها سمية وقد لاحظ العلماء أن العقارب التي تكون مقارضها ضعيفة تكون سميتها أقوي والعجيب أن أغلب فرائسها من اللافقاريات الصغيرة غير أن سمها أكثر تأثيراً في الثدييات مثل الأنسان. تنتشر العقارب في شمال أفريقيا والشرق الأوسط وتمثل خطرا كبيرا وخاصة فى بلاد المغرب العربى حيث يسجل العديد من الوفيات سنويا. يتركب السم من أنزيمات ومركبات بعضها تسبب الآلام المبرحة للملسوع، ومركبات أخري تؤثر على الجهاز العصبي، حيث تخدر الجسم وتسبب له الاضطراب في التنفس وهبوط في القلب. وتبلغ الآلام والاضطرابات أشدها بعد تقريباً ساعة من اللسعة. وتختلف حساسية الناس للسم حسب العمر والوزن، فالصغار وكبار السن أكثر تأثراً بالسم. الصغار لصغر وزنهم حيث يكون تركيز السم في أجسامهم أكثر، والكبار لضعف مناعة أجسامهم. والأعراض التي تصيب الملسوع تختلف من شخص للآخر، ومنها على سبيل المثال، ارتفاع درجة الحرارة وضغط الدم أو هبوطه وزيادة في التعرق وسيلان اللعاب ونزول الدموع اللاإرادي وألم شديد في موضع اللسعة وإسهال وترجيع. وعند الدخول للمستشفى يعطى الملسوع مصل مضاد للسم.
تكمن صعوبة دراسة سم العقرب فى صعوبة استخلاصه وتنقيته من الغده السميه للعقرب حيث يتطلب ذلك تجميع مئات بل الاف العقارب لاستخلاص كمية صغيره من السم للدراسات المعملية.
فى طريقة هى الأولى من نوعها على مستوى العالم تمكن الباحث المصرى وائل جاد بجامعة بروكسيل ببلجيكا " ابن محافظه سوهاج " من التوصل الى طريقة جديدة لتخليق سم العقرب معمليا داخل انبوبة اختبار وذلك باستخدام جنين حبة نبات القمح. قام الباحث بابتكار تلك الطريقه بالتعاون مع جامعة ماتسوياما اليابناية فى خلال احدى زياراته لها . و تستخدم تلك الطريقه فى تخليق البروتينات الصعبه التى لا يمكن استخلاصها بالطرق العادية وخاصة البروتينات المسببة للأمراض. بعد تخليق السم وعمل بعض التجارب المعملية عليه كان لا بد من تجربته على بعض حيوانات التجارب وقام الباحث باختيار معهد باستير بدولة تونس والذهاب الى هناك لعمل أول تجربة على فئران التجارب حيث اثبتت الدراسة فاعليه شديده جدا للسم المخلق معمليا على الحيوانات المختبره.
بعد التأكد من نجاح السم المخلق معمليا كان لا بد من العمل على انتاج مصل مضاد لهذا السم وللعمل على ذلك قام فريق البحث معمليا بتخليق عدد من الأجسام المضاده لهذا السم وهو مايعرف علميا ب Nanobodies حيث يتم استخدام تلك الأجسام المضادة لمعادلة مفعول السم كليا. بعد العديد من الدراسات والعمل ليل نهار توصل الفريق للوصول الى اقوى جسم مضاد يمكن استخدامه لمعادلة مفعول السم. تم تجربة هذا الاكتشاف على فئران التجارب واثبتت نجاح بنسبة 100 % .
تعتبر هذه الدراسة مثال لكيفية تخليق البروتينات الصعبه بل والسامه منها والمسببة للعديد من الأمراض معمليا وذلك للتوصل الى عمل اجسام مضادة لتلك البروتينات حيث يمكن استخدامها لعمل علاج حيوى وخالى من اى مواد كيميائية لتجنب الاثار الجانبية للأدوية الكيميائية.
يقول الباحث نعمل الان على استخدام تلك التكنولوجيا الحيوية الحديثة فى ابتكار أدوية جديده للعديد من الأمراض ومنها على سبيل المثال مرض السرطان.
واضاف انه يامل فى تطبيق تلك التكنولوجيا قريبا لتصنيع أدوية بيولوجية والابتعاد تماما عن استخدام الأدويه الكيميائيه لتجنب اثارها الجانبية.