حبا في بلدي، سأشارك بإذن ربي - معتز بالله عبد الفتاح
سأشارك في الانتخابات بإذن ربي. وسأعطي صوتي لمن يغلب على ظني أنه الأنفع لبلدي. ولن يمنعني أي موقف سياسي آخر لي من أن أشارك في أول انتخابات بعد الثورة. الانتخابات تعني سحب واحدة من أهم أدوات المجلس العسكري للسيطرة على البلاد، وهي أول خطوة في عودة قواتنا المسلحة الباسلة إلى مهمتها المقدسة كحارسة للوطن. بإذن ربي، سأشارك في الانتخابات ولن يمنعني إلا أمر خارج عن إرادتي.
سأشارك في الانتخابات لأن الصندوق لا بد أن "يتلون." ولنكن واضحين، أول 30 بالمائة من الذين سيذهبون إلى صناديق الاقتراع سيكونون من الإسلاميين. ولو لم يذهب غيرهم، لحصلوا على قرابة المائة بالمائة من البرلمان. هؤلاء سيُصلون الفجر ويذهبون إلى الطوابير، ولا لوم عليهم. لكن علينا جميعا أن نعي أن الديمقراطية ليست مسألة قيم ومباديء وأخلاقيات، وإنما هي كذلك توازن في القوى داخل البرلمان والمؤسسات. ومن مصلحتنا جميعا ألا يغلب على البرلمان لون واحد من ألوان الطيف السياسي. تنوعنا يفيدنا ويرفع من قدرتنا على التفكير الجماعي في علاج مشاكل هي بطبيعتها معقدة وتتطلب درجة عالية من التداول في الأفكار والتعبير عن تنوع المصالح.
سأشارك في الانتخابات لأنني قلق أن نضيع فرصة تاريخية تنقل السياسة من الشوارع إلى البرلمان، ومن الميادين إلى المؤسسات.
لا أستطيع أن أقول لغيري القائمة أو الشخص الذي سأنتخبه. ولكن قد أفيد في توضيح من الذي لا يحسن بنا أن ننتخبه. لن أنتخب شخصا مستعدا أن يشتري صوتي بأي مبلغ من المال؛ لأن من يشتري صوتي بالمال، مستعد أن يبيع بلدي بالمال. لن أنتخب شخصا يزكي نفسه بأنه من أهل الخير والجنة وأن التصويت لغيره سيجعلني من أهل الشر والنار. لن أنتخب شخصا يعمل دعاية لنفسه في المسجد أو الكنيسة. لن أنتخب شخصا ارتبط بشكل واضح بالحزب الوطني أو بأي من الأحزاب أو الأشخاص الذين تقاسموا الوطن مع الحزب الوطني حتى لو كان من أحزاب المعارضة. لن أنتخب شخصا لا يسكن بشكل مستقر في الحي أو الدائرة التي سأصوت فيها.
أخي المواطن، اذكر اسم ربك، واسأله التوفيق، وابذل جهدا في أن تتعرف على المرشحين والأحزاب في دائرتك. ابحث عن لجنتك الانتخابية من موقع اللجنة العليا للانتخابات (http://www.elections2011.eg )، اجعلها عدة ساعات في حب الوطن. هو يستحق منا أن نبادله خيرا بخير، وعطاء بعطاء. هذا يوم من أيام الوطن، ولا تنس أن أجدادنا ناضلوا واستشهدوا من أجل حرية الوطن، ثم من أجل حرية الأرض، وها نحن اليوم نناضل ونستشهد من أجل حرية المواطن.
سأشارك في الانتخابات لأنني أعلم أننا شعب قادر على أن ينتحب حزنا على من مات، وأن يغضب ألما لمن أصيب، وأن ينتخب نهارا لبناء الدولة، وأن يعتصم ليلا حتى لا تضيع الثورة.