أحبابي أعضاء منتدانا الثقافي
بارك الله فيكم ورحم الله والديكم
لقد ركز الحبيب - صلى الله عليه وسلم - على ما يخص النواحي الاجتماعية ومنها :
كيف نحيا حياة كريمة ؟
فقال - عليه الصلاة والسلام - :
" من أصبح منكم آمنا في سربه ، معافى في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا "
فقد أجمل - عليه الصلاة والسلام أسس الحياة الكريمة في ثلاث نقاط وهي :
1- الصحة - سلامة الإنسان من العلل والأمراض النفسية والجسدية ..
2 - الأمن والطمأنينة بين الأهل والأقارب والجيران والأصدقاء ..
3 - توفر قوت اليوم ..
وفي تفصيل القول حول هذا الحديث أجمل لكم ما قاله أهل العلم :
هذا الحديث يرويه سَلَمَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مِحْصَنٍ الخَطْمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ - وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا)
" قوله : ( من أصبح منكم ) أي : أيها المؤمنون . ( آمناً ) أي : غير خائف من عدو .
( في سِربه ) أي : في نفسه ، وقيل : السرب : الجماعة ، فالمعنى : في أهله وعياله . وقيل بفتح السين أي : في مسلكه وطريقه ، وقيل بفتحتين أي : في بيته .
( معافى ) اسم مفعول من باب المفاعلة ، أي : صحيحاً سالماً من العلل والأسقام .
( في جسده ) أي : بدنه ظاهراً وباطناً . ( عنده قوت يومه ) أي : كفاية قوته من وجه الحلال . ( فكأنما حيزت ) : بصيغة المجهول من الحيازة ، وهي الجمع والضم . ( له ) الضمير عائد لـ ( من ) ، وزاد في " المشكاة " : " بحذافيرها " . أي : بتمامها ، والحذافير الجوانب ، وقيل الأعالي ، واحدها : حذفار أو حذفور . والمعنى : فكأنما أعطي الدنيا بأسرها " انتهى.
" يعني : من جمع الله له بين عافية بدنه ، وأمن قلبه حيث توجه ، وكفاف عيشه بقوت يومه ، وسلامة أهله ، فقد جمع الله له جميع النعم التي من ملك الدنيا لم يحصل على غيرها ، فينبغي أن لا يستقبل يومه ذلك إلا بشكرها ، بأن يصرفها في طاعة المنعم ، لا في معصية ، ولا يفتر عن ذكره .
قال الشاعر :
إذا ما كساك الدهرُ ثوبَ مصحَّةٍ * ولم يخل من قوت يُحَلَّى ويَعذُب
فلا تغبطنّ المترَفين فإنه * على حسب ما يعطيهم الدهر يسلب
والله أعلى وأعلم
وأخيرا أنوه إلى ما جعلني أبدأ بهذا الموضوع :
أولا : أسوة بالرسول الكريم - عليه الصلاة والسلام - .
ثانيا : رأيت أن الحياة الكريمة تكمن في الإيمان بالله تعالى ، التي تنبعث منه قيمة القناعة ، والرضا بقضاء الله وقدره ...
ثالثا : الحياة الكريمة لا تتحقق إلا بالحرية ، ولا حرية لمن يفتقد إلى إحدى هذه المقومات ...
فما رأيكم ؟
شكرا لسعة الصدر
وعذرا على الإطالة