بسم الله الرحمن الرحيم
كان
الناس في السابق يقولون أن الضحك هو أفضل دواء، حيث أكدت دراسات عديدة أن
الضحك ينشط خلايا شبكة خاصة في الدماغ مسئولة عن إشعار بالرضى أو المكافئة
وبمعنى أخر أن المخ يكافئ الجسم على الضحك.
ويحتفل العالم الأحد الأول
من شهر مايو من كل عام بـ"اليوم العالمي للضحك"، وكان الطبيب الهندي مادان
كاتاريا هو أول من دعا إلى هذا اليوم عام 1998.
وبمناسبة
هذا اليوم تعتزم ألمانيا وعدد من الدول بتخصيص ثلاث دقائق للضحك والقهقهة
اعتباراً من الساعة الثانية ظهراً بتوقيت وسط أوروبا، وقد اختار أعضاء
"الحركة الدولية للضحك" شعاراً هو حكمة شعبية تقول: "الضحك هو خير دواء".
ويؤكد
الخبراء أن الضحك سواء كان قهقهة أو مجرد ابتسامة خجولة لا يساهم فقط في
إدخال السعادة على القلب، بل يمكن أن يساعد في تخفيف الألم أيضاً.
ووفقا
لأقوال الخبراء، فإن الضحك الحقيقي يساعد في تنشيط 80 عضلة في الجسم.
والطريف أن الضحك ينشط أماكن في المخ لا تنشط إلا بتأثير الكوكايين أو
النقود، كما أن الإنسان لا يضحك ويفكر في نفس الوقت.
ومن جانبه، يؤكد
الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة, في تصريح خاص
لـ "محيط"، أن 12% فقط من المصريين يشعرون بالسعادة، لذا يجب علينا نشر
مظلة الابتسام والضحك في كل مكان وكل لحظة وإن نتسامح ونتقبل الآخر ولا
نتصيد له الآخطاء، وأن ندخر رصيد من الحب في قلوب الآخرين، فالابتسام في
وجه أخيك صدقة.
وأوضح بدران أن دقيقة واحدة من السعادة والضحك
تعادل40 دقيقة من الاسترخاء، مؤكداً أن الضحك يعتبر بمثابة رياضه داخلية
للجسم, فالضحك لمدة دقيقتين في اليوم له نفس تأثير20 دقيقة من ممارسة
الرياضة، حيث إن ضحك الفرد لمدة 15 دقيقة في اليوم، سيحرق سعرات حرارية
تكفي لإنقاص 2 كيلو جرام سنوياً.
وأضاف بدران أن الإنسان البالغ يضحك
في المتوسط 15 مرة يومياً وهذا معدل ضئيل للغاية, في حين يضحك
الأطفال400 مرة في اليوم الواحد, مشيراً إلى أن الضحك يخفض ضغط الدم
المرتفع ويوسع الشرايين، بالإضافة إلى أنه يرفع المناعة.
فوائد الضحك
يرى
بدران أن الضحك يساعد على حيويه الخلايا المبطنه للأوعيه الدمويه، وفقدان
هذه الحيويه هو الذى يؤدى إلى ترسب الدهون على جدران الأوعيه الدمويه
داخلياً والاصابه فيما بعد بتصلب الشرايين.
ويؤكد بدران أن الضحك يرفع
نسبة الأكسجين في الدم، الأمر الذي يساعد على استنشاق كمية أكبر من
الأكسجين وطرد كمية أكبر من ثاني أكسيد الكربون، وبالتالي يجعل التنفس
أكثر عمقاً، ويساعدنا على الاسترخاء، بالإضافة إلى أنه يزيد من حيوية
الجلد.
وأوضح بدران أن الضحك يساعد وظائف المخ ويقوي الذاكرة، ويوازن
بين كيمياء التوتر والضغط، كما أنه يعمل على زيادة إنتاج هرمون السعادة
المعروف بإسم "سيروتونين"، الأمر الذي يقلل من إفرازات هرمونات الغضب التي
تقلل المناعة.
كما أن الضحك ينشط الغدد الليمفاوية التي تهاجم الخلايا
السرطانية فضلاً عن بروتين "جاما- أنترفيرون" المضاد للفيروسات التي تهاجم
الخلايا والذي يساعد في القضاء على الأورام. كما أن الضحك يغذي الجنين
ويساعد على نمو الأطفال، فالأم العجوزة أو الزوجة الكئيبة أو الزوج
المتجهم دائماً يرفعون هرمونات التوتر في الأسرة، الأمر الذي يؤدي إلى
ترسانة من أمراض العصر.
الشفاء بالضحك.. أحدث وسيلة للعلاج!
منحت
اليابان 49 رخصه للعمل كمعالجين بالضحك لمساعدة الناس على تحسين أداء
الجهاز المناعي والوقاية من الأمراض ومساعدة المرضى على الاسترخاء والتخلص
من التوتر حتى يمكنهم التغلب على المرض بصورة أفضل.
وأصبح العلاج بالضحك فى اليابان ضرورة كعلاج تكميلي بجانب الطب الدوائي وليس له أي آثار جانبية.
وأكد
بدران أن الضحك والقهقهة العالية يزيدان نشاط الجهاز المناعي بالجسم بنسبة
40 %، فالشخص الذي يميل للضحك أقل عرضة للأمراض المزمنة مثل الضغط والسكر
وقرحة المعدة والقولون العصبي.
وأخيراً .. يعدي كالأنفلونزا
وأوضح
بدران أن الضحك ظاهرة معدية، فكثيراً ما يحدث أن شخص يضحك والآخرين يضحكون
معه دون أن يعرفوا سبب ضحكه، فيعتقد البعض بأن الضحك ينتقل من شخص إلى آخر
كالعدوى، وهذا ما أكده الباحثين أن هناك أسباب علمية لهذا الضحك، مشيرين
إلى أن الضحك له فعل السحر في مواجهة المواقف الصعبة في الحياة والأزمات
النفسية والعصبية.
ومن أهم مزايا الضحك أنه مثل الأنفلونزا "معد"
وعندما يضحك الإنسان أو يبتسم فإنه يخرج طاقة التوتر من عضلات وأعصاب
الوجه, وبالتالي تنتقل عدوي الضحك لمن حوله، فعندما نسمع أو نرى الآخرين
يضحكون، فإن المناطق التي تسيطر على الضحك والابتسامة في دماغنا تصبح
نشيطة أيضاً، مما يلهمنا على الابتسام.