اشتباكات الأهلي: تحطيم 21 سيارة وارتفاع المصابين إلى 103 وإعادة فتح «صلاح سالم»

قالت وزارة الصحة إن عدد المصابين خلال الاشتباكات التي اندلعت بين جماهير الأهلي والشرطة فور انتهاء مباراة فريقهم أمام نادي كيما أسوان ارتفع إلى 103شخصا بينهم 67 من الشرطة، فيما أكد مصدر أمني تحطيم 21 سيارة بينها 12 تابعة للشرطة، وأن قوات الأمن أعادت فتح طريق صلاح سالم.

وأضافت مصادر أمنية مطلعة أن 9 سيارات خاصة بالشرطة تم تحطيمها بشكل كامل أمام استاد القاهرة كما تم تحطيم 6 سيارات خاصة كانت متواجدة بجوار سيارات الشرطة، وأن جماهير الألتراس الأهلاوي أضرموا النار في ونش خاص بالإدارة العامة للمرور و3 سيارات أخرى تابعة للشرطة وأن هذه السيارات احترقت بالكامل، بجانب إشعال النار في 2 موتوسيكل خاص بالإدارة العامة للمرور، وأضافت المصادر الأمنية أن قوات الجيش والأمن أعادت فتح طريق صلاح سالم بعد إغلاقه لمدة ساعة، إلا أن المترددين على الطريق رفضوا السير في الطريق خوفا على حياتهم.

من جانبها قالت وزارة الصحة إن 67 من مصابي الأمن تم تحويلهم إلى مستشفى الشرطة بمدينة نصر، والباقين تم توزيعهم بين مستشفيات المقاولون العرب والتأمين الصحي، ومعهد ناصر، وتراوحت إصاباتهم بين كسور وسحجات، نتيجة الضرب بالعصي والقذف بالحجارة.

وقطعت جماهير الأهلي طريق صلاح سالم وحطمت عدداً من السيارات عقب الاشتباكات، وطلب اللواء منصور عيسوي، وزير الداخلية، تقريرا أمنيا مفصلا عن ملابسات الحادث، والتحقيق بشكل عاجل في الواقعة.

وقال شهود عيان في استاد القاهرة إن الجماهير هتفت ضد رجال العادلي، وألقت عليهم الزجاجات الفارغة، مما أدى إلى إصابة عدد من المجندين، الذين تلقوا تعليمات من رؤسائهم بالتعامل المباشر مع الجماهير، وقام عدد من المجندين بمطاردة الجماهير في المدرجات، وأسفرت الاشتباكات عن إصابة العشرات، ورفض البعض الذهاب إلى المستشفيات خوفا من احتجازهم بتهمة إثارة الشغب.

وأضاف شهود العيان أن قوات الأمن اشتبكت مع الجماهير وقامت بإخلاء المدرجات على الفور، حيث أكدت تلك التقارير أن الجماهير رددت هتافات ضد الرئيس المصري السابق، محمد حسني مبارك، وكذلك وزير الداخلية الأسبق، حبيب العادلي، وبدأت الاشتباكات مما دفع قوات الأمن لتفريق الجماهير.

كان الفريق الكروى الأول للنادى الأهلى قد وصل إلى دور الستة عشر لبطولة كأس مصر، بعدما اكتسح نظيره كيما أسوان برباعية نظيفة فى المباراة التى جمعت بينهما مساء الاثنين على أرض ملعب استاد القاهرة الدولى، ليودع الفريق الأسوانى العاصمة، بينما يواجه الأهلى نظيره إنبى فى الدور المقبل.

قال مصدر مسؤول بوزارة الصحة إن إجمالي المصابين في أحداث الشغب والتي وقعت مساء الثلاثاء بين الجمهور ورجال الأمن المسؤولين عن تأمين مدرجات الدرجة الثالثة باستاد القاهرة عقب مباراة النادي الأهلي مع كيما أسوان في دور 32 في بطولة كأس مصر لكرة القدم ارتفع إلى 130 مصابا.

وأضاف المصدر أنه تم تحويل 71 مصابا من بين هؤلاء المصابين إلى مستشفى الشرطة بمدينة نصر ومن بينهم حالات غير مستقرة بسبب شدة الاصابة وتم تحويل 4 حالات إلى مستشفى التأمين الصحى بمدينة نصر وحالة إلى مستشفى المقاولين العرب وحالة إلى معهد ناصر .

وأوضح أن هناك تنسيقا بين مستشفى الشرطة ووزارة الصحة لتوفير كوادر طبية للمساهمة فى اسعاف المصابين الذين تم حجزهم بمستشفى الشرطة بمدينة نصر خاصة أن من بين هذه الحالات حالات تحتاج إلى إجراء جراحات واسعافات سريعة.

على هامش الخبر يمكن ان تقرأ خلفياته عبر تلك المقالة التي فضحت من وما وراء الاحداث.

شكرا للمتابعة

بدأت الألاعيب الصغيرة

جمال سلطان | 07-09-2011 01:16

لم أكن أدعي علما بغيب أمس ، ولا أضرب الودع كما يقولون ، عندما تحدثت عن أسبوعين مقبلين بزوابع سياسية واقتصادية وفئوية وربما طائفية الهدف منها إشاعة التوترات الأمنية وإرسال رسالة تعني أن الأوضاع منفلتة والبلد مضطربة وبالتالي ليست مؤهلة للانتخابات ، وفي يقيني أن ما حدث مساء أمس في أعقاب مباراة الأهلي ونادي أسوان تمثل محاولة مبكرة في هذا الإطار الذي أشرت إليه .

بطبيعة الحال سيكون الأمر مبكرا لتحديد المسؤولية ، وتلك منوطة بجهات التحقيق ، ولكن المشهد كله يشي بالعبثية واللا معقول ، فلا هناك توترات رياضية من أي نوع تفرض نفسها على تلك المباراة ، لأنه لا يوجد أي تكافؤ بين الفريقين ، والنادي الأهلي بإمكانياته وهيبته لم يكن متوقعا أن يواجه أي متاعب تقلق جماهيره الكبيرة ، ولا النادي الأسواني كان يحشد عدة آلاف من الجماهير التي تتحرش بمشجعي الأهلي ، فالأجواء كلها تعطي أنها مباراة باردة وليست بذات قيمة كبيرة أو حساسية ، فلماذا يقع كل هذا العنف وكل هذه الشتائم وكل هذه الاشتباكات وكل هؤلاء الجرحى من المجندين والضباط ومن بعض الجماهير والتي ربما لم تكن طرفا في القصة من أساسها .

كان واضحا أن هناك فئة داخل استاد القاهرة ذهبت خصيصا وهي مصرة على إحداث "فرقعة" ، وكانت الشتائم التي بدأت تجاه الرئيس المخلوع ووزير داخليته بادية الاصطناع ، لأنه ليس لها أي مناسبة في هذه الأجواء ، وأكثر من ذلك أنه لما لم تحدث تلك الشتائم الهدف المقصود وبدا أن المباراة ستنتهي دون أي "فرقعة" بدأ التصعيد في شتيمة الضباط والجنود الموجودين في الاستاد ووزارة الداخلية كلها بما فيها ومن فيها كما أجمع شهود عيان على حدوث تحرشات غير لائقة بالجنود وحركات غير أخلاقية من بعض من "مثلوا" دور المشجعين ، ثم انتهى الأمر إلى رد فعل عنيف من القوة الأمنية المكلفة بتأمين المباراة وامتدت المواجهات إلى خارج الاستاد وحدثت اعتداءات على سيارات شرطة وبعض السيارات المدنية كما أصيبت حركة المرور في منطقة تقاطع صلاح سالم مع شارع الفنجري وشارع إحسان عبد القدوس وما حولهما بالشلل الكامل وهي شرايين مرورية مهمة .

الغريب في الأمر أن هذه المباراة لم يحضرها جمهور كبير ، لأنها غير مهمة ، وكان عدد الحاضرين قليلا جدا بمقاييس مباريات نادي كبير مثل الأهلي ، بينما تختفي مثل هذه التحرشات أو تتهمش كثيرا عندما يكون هناك جمهور كبير ، بما يوحي بأن فئة محددة تستغل مثل هذه المباريات الهامشية التي يغيب عنها "الجمهور الحقيقي" من أجل "تنظيم" نشاطات غير قانونية وغير أخلاقية تحت ستار مشاجرات الكرة والمدرجات ، وأنا على يقين من أن هذا الذي حدث لم يكن بريئا أبدا ولا عشوائيا ، وأنه تم التخطيط له في أماكن أخرى لا صلة لها بالرياضة من بابها .

ما حدث أمس ، رغم عنفه ، مجرد أحداث هامشية صغيرة ، ستمر كما مرت ألاعيب صغيرة أخرى ، ولن يكون لها مردود يذكر على مسارات الأحداث ، رغم الصخب الإعلامي والفضائي المتوقع لها ، ولكن قيمتها أنها تنبهنا إلى أن الأيام المقبلة والأسابيع المقبلة سنكون على موعد فيها مع مثل هذه "الألاعيب" الصغيرة ، في جوانب مختلفة ، وعلى كل محب لهذا الوطن أن يجتهد في احتوائها وحصارها ومنع "الممثلين" فيها من أن يصلوا إلى أهدافهم ، سواء كنا مشجعي رياضة أو نشطاء سياسيين أو رجال دين أو مثقفين أو أصحاب مظالم فئوية من أي نوع ، ولا بد أن تزيدنا مثل هذه الألاعيب إصرارا على المضي بمشروعنا الديمقراطي إلى نهايته ، وأن نكون أكثر تمسكا بإنجاز الانتخابات البرلمانية في موعدها ، ولا نسمح بأي مساس بها من أي نوع ومن أي جهة كانت .