قليل من الثقة في مشايخنا يا سادة.
فان اراء الفقه تتسع لذلك اضافة الى ان اجتماع الامة على باطل غير وارد .
فقد ثبتت الرؤيا في اسوان بمصر وثبتت في ثلاث مواضع بالسعودية وهناك مقالات لمفتي مصر ومفتي المملكة تؤكد صحة الرؤيا كما ان هناك فلكي سوري تأكد من ذلك.
واليكم مقالة مفتي مصر .
لماذا يسعون للاعتراض المبني على الخرافة؟!
مفتي مصر د. علي جمعة
نواجه كل عام اعتراضا مستمرا لعدم وحدة البلاد الإسلامية, أو العربية على الأقل, في رؤية هلال رمضان وشوال, ولما اتحدت الدول في الإفطار هذا العام, صدق المعترضون كل عام كلاما لبعض الهواة غير المتخصصين حيث رأوا أن الهلال يتعذر رؤيته, فلما رأته اللجان العلمية الشرعية في عدة دول لم يعجب هذا الاتحاد من يريد أن يكون معترضا دائما, وأتذكر أن حادثة حدثت سببت بعض الجرحى منذ سنوات, فلما سئل أحد المصابين عن اسمه ووظيفته, قال: إني معترض, وظن السائل أنه لم يسمع السؤال الذي كان مدخلا لمواساته والاطمئنان على صحته, فأعاد السؤال فأعاد المصاب الإجابة: إني معترض, فهذا اسمه وهذه وظيفته (معترض), ونحن أمام سؤالين منهجيين لتحليل الظاهرة:السؤال الأول: لم يفعل هؤلاء هذا فيسيرون وراء الخبر ولا يسيرون وراء العلم؟! وهذا المنهج ابتداء يخالف الهدي الرباني الذي يقول: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل:43].
والسؤال الثاني: لماذا يتبع هؤلاء وهم يدعون إلى العقلية العلمية, عقلية الخرافة ويقدمونها عند أول إثارة على الإنارة؟!
هيا بنا ننظر ما يحدث في الواقع, ونتفهم نفسية هؤلاء:
يجتمع القمر مع الشمس في نقطة التقاء في السماء, فكل منهما يأتينا من الشرق, وفي آخر الشهر يجتمعان, ثم يفترقان, ويسير كل واحد منهما في طريقه، وعند ذلك يسمي علماء الفلك هذا الافتراق: أن الهلال قد ولد, ومعنى هذا أنه إذا لم يتم الاجتماع ثم الافتراق لا يولد الهلال, وقد ولد هلال شوال في عموم مصر تقريبا الساعة الخامسة صباح يوم الاثنين 29 أغسطس2011 (ويختلف باختلاف خطوط العرض).
يمكن للهلال أن يغرب قبل غروب الشمس فتستحيل رؤيته, أو مع الشمس فتستحيل رؤيته أيضا, أو بعد الشمس فيمكن رؤيته إما بسهولة أو بصعوبة, والهلال في مصر غرب هذا العام بعد غروب الشمس بثلاث دقائق أو أكثر.
قرر مجمع البحوث الإسلامية سنة 1964م أن الهلال إذا غاب قبل غروب الشمس أو معها, وجاء من يدعي رؤيته, ردت شهادته ولم تقبل لأنه بذلك قد خالف الحساب الفلكي, أما إذا ادعى رؤيته والحسابات الفلكية تؤكد أن الهلال سيمكث بعد غروب الشمس صدقناه, وأقر هذا المعنى مؤتمرات مجمع الفقه الإسلامي في إسطنبول وجدة وقطر وماليزيا والأردن وغيرها.
في سنتنا هذه (1432هـ) أثبت الدليل الفلكي الصادر من المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية التابع لوزارة البحث العلمي بجمهورية مصر العربية، وكذلك المساحة المصرية في تقويم جمهورية مصر العربية لسنة 2011م الموافق شوال 1432هـ بقاء الهلال بعد غروب الشمس, وأكد هذا الباحث الفلكي عبد الكريم محمد نصر الشامي في سوريا في تقويم بالحساب الفلكي والشرعي ونص كلامه: الرباط والقدس والرياض وصنعاء وأبو ظبي ومسقط وطهران أول شوال 30 آب (أغسطس).
وقد جاءت قرارات المجامع الفقهية والمؤتمرات العلمية بضرورة توحيد الرؤية في كل بلد مشترك معنا في جزء من الليل.
ولقد قررت دار الإفتاء المصرية منذ سنة 1961م إرسال بعثات لها تتكون من فلكيين وشرعيين, تتكون البعثة الواحدة ما بين خمسة وستة أفراد إلى أماكن مختلفة عددها تسعة في أنحاء الجمهورية, بهدف رؤية الهلال في كل شهر عربي من شهور السنة القمرية ولا تكتفي برؤية هلال رمضان وشوال وذي الحجة, وتقدم تقريرها إلى مفتي الديار الذي يلتزم بقرارات المجامع العلمية الشرعية.
وفي عام 1432هـ, رأت لجنة توشكى الهلال بوضوح, ثم رأت لجنة سوهاج نفس الهلال بوضوح, ولم تره اللجان الأخرى, وأعلن الديوان الملكي السعودي أن الهلال رئي في ثلاثة أماكن مختلفة بالمملكة العربية السعودية, وثبت بذلك أن يوم الثلاثاء الموافق 30 أغسطس سنة 2011م هو أول أيام شوال سنة 1432 هـ.
وقد يرى بعض الناس أن الدين ليس علما, وهذا إضلال مبين, فالدين علم ومبني على العلم, ولذلك ترى أحدهم يسأل لماذا يحتكر علماء الدين الأمر كله, أليس من حقنا أن نبدي ما نراه؟ ونقول له: لا ليس من حقك هذا, لأن الدين علم وهو يختلف عن التدين, وليس هناك في الدين أهواء بل هناك قواعد ومناهج نتعلمها على يد أهلها المختصين لنكون قادرين على تخريج الأحكام, ولم يشترطوا في التعلم جنسا ولا لونا ولا نوعا ولا شكلا, لقد أفهموك خطأ فسرت في ظلال أن التدين هو علم الدين.
وانتشار الشائعات في المجتمع ظاهرة خطيرة يجب مواجهتها والقضاء عليها في مهدها وهذا يتم بأمرين: الأول أن يؤخذ الخبر من أهله ذوي الاختصاص دون غيرهم إذا كان متعلقا بمسألة علمية, فالمرجعية والجماعة العلمية هي الملاذ الآمن من الشائعات والفتن, والثاني: من أبرز وسائل مواجهة الشائعات أيضا في عصرنا الحاضر وسائل الإعلام المختلفة التي يجب أن تخرج للناس بالأخبار الصحيحة المؤكدة حتى تقطع الطريق على مروجي الشائعات وتقي الناس من الوقوع في غوايتها وبراثنها, فالإعلام في الإسلام له دور بارز ومهم, من أجل الارتقاء بالأمة إلى مصاف الحضارات العظمي, فهو ليس إعلاما محضا بل هو صاحب رسالة سامية, كما أنه ليس مجرد ناقل للأحداث أو الأفكار من هنا وهناك, بل يقدم مادته صحيحة وصادقة وهادفة, خاصة عندما يتعلق الأمر بوأد الشائعات وإطفاء نار الفتن التي قد تشعلها.
ومن هنا ندعو المجتمع العربي والإسلامي إلى التعقل وعدم الانسياق وراء الشائعات, وإلى الترابط والتماسك ودحر الفتنة حتى لا يصل المغرضون إلى غايتهم بالوقيعة بين أبناء الوطن الواحد أو الأمة الواحدة.